سيدة وقفص وإله
شعر: توفيق أحمد
شَهِدَ العُشَّاقُ أطَيابَ شَذاها
عندما كانت بِرَيْعانِ صِباها
***
وتَهاوَوْا كالفراشات على
شَمعةِ الحُسْنِ وذابوا في ضياها
***
أَخفقوا فيما تَمَنَّوْا وطَراً
كُلُّهم ضَلَّ عن القَصْدِ وتاها
***
إنها السيّدةُ الأحلى على
عَرْشِها في الحُسْنِ تَجري في مَداها
***
لِهَواها الصَّعْبِ يَحني قامةً
كلُّ من جَرّبَ أَن يَحني هواها
***
رُبَّ صادٍ كان يَبْغي رَشْفَةً
لم يَذُقْ في لاهِفِ الشوق لَماها
***
وانطوى العُمْرُ ومَرَّتْ بَعْدَهُ
في خريف العمر تَجْتَرُّ أَساها
***
الذي كان على أَسوارِها
يَطْلُبُ الوصْلَ سَلا عنها سَلاها
***
عُمْرها ضاعَ فلا الليلُ كما
كان ليلاً والأماسي لا تَراها
***
ضاعَ ما ضاعَ ولم يَبْقَ سوى
مِزَقِ الآهِ يُحاصِرْنَ رؤاها
***
والعصافيرُ التي حَطَّتْ على
نَهْدِها الطِّفْلِ تَخَيَّرْنَ سِواها
***
بيتُها صار بقايا قَفَصٍ
بِحَكاياهُ الحَزانى تتماهى
***
وبقايا صورةٍ مُبْهَمةٍ
كنتُ فيها الشمسَ في عِزّ ضُحاها
* * *
تَعْبُرُ الأَحلامُ فينا مَرَّةً
ثمَّ تَمضي.. والأماني تَتَناهى
***
هكذا الدنيا وقَدْ يُصبحُ في
قَفَصِ التَّعْذيبِ مَنْ كان إلها