قل للعيون
شعر: عبد الصمد الصغير | المغرب
قُـلْ لِلْـعُيونِ اللَّـواتي لَسْـتُ أَنْسَـاها
تَجْتاحُـني حينَما أَشْتاقُ رُؤْيـاها
***
ما ضَرَّها إنْ تَـراءَتْ لي وَإِنْ وَقَـفَتْ
بِمُـنْتَـهى حُسْنِـها تُـلْقي تَحايـاها
***
لَـوْ أَنَّـها كَـشَفَـتْ مِـنْ بَـيْنِـها شَـغَـفاً
وَاسْتَـوْدَعَتْ قَـلْبَها عِنْدي وَنَجْـواها
***
لَأَرْسَلَـتْني خَـيـالاً صـارَ يَـرْسُمُـها
كَـالْمُـورِياتِ الّتي تَمْـشي كَـمَـمْشاها
***
قَدْ هَبَّتِ الرّيـحُ تُفْـشي عَزْمَ عاصِفَةٍ
ريـحٌ سَتُـفْـقِـدُني الـدُّنْـيـا وَمَـأْواها
***
تَلَـعْثَـمَتْ في لِسـاني لَـوْعَـةٌ خَجِلَتْ
قَلْبي بِصَوْتٍ خَـجُولِ الْحُـبِّ نـاداها
***
حَتّى إِذا ما بَدَتْ حُمْرُ الْخُدٌودِ هَفَتْ
لِلْـحُـبِّ وَالشَّـوْقِ أَصْـداءٌ لِـنَـجْـواها
***
دَقَّتْ عَلى بابِ أَشْعاري وَقَدْ فَتَحَتْ
أََبْـوابَـهُ فَــرَمَـتْـهُ سَـهْـمَ مَـهْـواها
***
بَـثّي الْقَـصيدُ الَّذي يُبْديهِ مُنْـسَجِـماً
كَـهَبَّـةِ الـرّيـحِ وَقْـتَ الْـحَـرِّ أَسْـعـاها
***
وَإِنَّـها الْمُـشْتَـهَى الْمُشْـتَقُّ مِنْ عَـسَلٍ
تِلْـكَ الصَّـبِيَّـةُ مِـنْ شَـهْدٍ بَدا فـاها
***
أََرى بِـهِ الشَّـهْـدَ مِـنْ طَـلْـعٍ فَأَعْـصُرُهُ
عَـلى شِـفـاهٍ تَـرُدُّ الـرُّوحَ مَـهْـواها
***
تَشَكَّـلَ الْحُـسْـنُ نُـوراً مِـنْ مَحاسِـنِها
يُجْـلـي الْغَـمامَ عَـنِ الـدُّنْيـا وَمَعْـناها
***
شَـمْـسُ الْـفُـؤادِ الَّـتي أََنْـوارُ مَطْـلَعِـها
تَخْـتــالُ مـا بَـيْـنَ يُـمْنـاها وَيُـسْـراها
***
فَانْشَقَّ ما عَـبَّ صَـدْري مِـنْ مَفـاتِنِِـها
شِـعْـراً تَـبَـدّى كَـمَـنْ يَـحَيـا بِـذِكْـراها
***
جِـنِّيُّ شِـعُري كَـثيـرُ الْـحُـبِّ أَخْـرَجَـهُ
نيـرانُ قَلْبي عَذابُ الشَّوْقِ أَذْكـاها
***
فَكَـمْ لَـهُ مِـنْ نِـداءاتٍ وَكَـمْ جُمَـلٍ
وَمُـفْــرَداتٍ حَـزيـنـاتٍ كَـتَـبْـناها
***
لَـمْ يَـبْـقَ لـي سَكَـنٌ فِيـها، وَلا وَطَـنٌ
إِلّا وَقَـدْ كــانَ مِـنْ بَــثّـي وَشَـكْـواها
***
بانَتْ فَأَحْيَتْ جَمـاداتٍ الْقُلُوبِ هَـوىً
وَانْشَـقَّ في الْأُفْـقِ نُورٌ حينَ رُؤْياها
***
إِنْ أَشْرَقَتْ يَخْتَفي في النُّورِ ناظِرُها
تَمْشي فَيَسْبِقُ نُورُ الْقَلْبِ مَمْشاها
***
قُـلْ لِلْـقَريبـاتِ مِنْ قَلْبي وَمِنْ وَلَـدي
أَهْـلاً وَسَهْـلاً وَتَـرْحيباً بِمَنْ تـاها
***
بِحُـلْوَةٍ يَنْجَلي في الْحُـسْنِ خـالِقُـها
فَـدَعْ لِـقَـلْبي خَـيالاً فيـهِ يَلْـقـاها
***
قُـلْ لِلْـبَعيداتِ عَـنْ حُضْـنٍ وَعَنْ بَلَدٍ
هَـيْـهـاتَ أَنْـسى نِـداءاتِـي لِلُـقْـيـاها