أدب

هي وقهوةُ الصباح!

سعيد جاسم الزبيدي | الموج – مسقط
بِيدٍ رعتني حانيه،
إذ قدمت لي قهوتي،
عند الصباح،
سالتْ أصابعها عبيرًا من أُقاح،
لكنها ارتعشتْ!
وكادت قهوتي أنْ تندلقْ!
قالتْ بصوتٍ خافتٍ:
اِحذرْ أَفقْ
فنظرتُ عينيها
رأيتُ بها السنينا لعابراتِ مع الجِراحْ
وقرأتُ فوقَ جبينِها
كم أثَّر الزمنُ العتيقُ بها
وخَطَّ بلا قَلَمْ:
عِبرًا، حكاياتٍ، ألمْ
لحظتْ تَسمَّرَ طرفيَ المأزوم
يقرأُ وجنتيها بارتياحْ
قالتْ: سعيدْ،
تناثرتْ في صوتِها كلُّ السنين:
مُذْ نصفِ قرنٍ
لم تزلْ لقيا الصباحْ
ملأى ببوحٍ رائقٍ
ما بين أعينِنا
بما نهوى يُباحْ
لا تأسَ إنْ مرَّتْ بها الأيامُ عَجْلى،
وارتوی منها الشهيُّ من القُبَلْ
مازال حرفُكِ في القصيدِ إذا سمعتُكِ منشدًا
مثل العسلْ!
اشربْ فديتكَ قهوةً
كيْ لا أُعيدَ لها الحرارةَ ثانيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى