أدب

الــAــحــــــــــــHرب لم تنته بعد!

نص: قمر عبد الرحمن

الــAــحــــــــــــHرب لم تنته بعد!
لا بيوت، ولا طعام، ولا كهرباء، ولا ماء، ولا هواء حتّى!
ونحن بحالةٍ جيّدةٍ جدًّا!
نأكل ما نشتهي ونشرب ما يحلو لنا،
يصيبنا الملل من الجلوس تحت هواء المكيّف،
نشكو من مشاغبة أطفالنا، ومن الصّراخ والعويل
نشرب القهوة المرّة كلّ صباح، ونكتفي بالتّعليق على منشورات المقتلة ب”حسبنا الله ونعم الوكيل”

الــAــحــــــــــــHرب لم تنته بعد! لم تنته بعد!
هناك أطفالٌ فقدوا صوتهم بالتّراب والرّصاص والغبار!
هناك أجسادٌ تحلّلت من فرط الانتظار!
هناك عائلات مُسِحَت، أحياءٌ أُعدِمَت، أحلامٌ انفرطت
وألف ناجٍ وحيدٍ يعاني من الاحتراق!
ونحن..
نتنقّل من الفيس بوك، إلى الانستغرام، إلى التّيك توك للاطمئنان على حساباتنا من أيّ اختراق!

الــAــحــــــــــــHرب لم تنته بعد!
أطفال غزّة تكدّسوا جثثًا في ثلاجات البوظة
ونحن نتناسى وبلا إحساسٍ نلعق حبّات الآيس كريم!

أطفالٌ حملوا أشلاء إخوتهم في حقائبهم المدرسيّة
ونحن نتجاهل الأمر،
ونرافق أبناءنا لنختار لهم حقائبهم التي يفضّلونها
ولجهلنا بعالم الاقتصاد نشتري أشياء كثيرة
وننكر معرفتنا بحقيقة الماركات العالميّة،
والأسواق تتكوّم فيها البضائع الصّهيونيّة!

الــAــحــــــــــــHربلم تنته بعد!
عاد أهل الحرب للحياة البدائيّة
يخبزون العلف، ويأكلهم التّلف!
يطبخون أوراق الشجر على نارٍ وحجر!
يمشون بأقدامهم بلا حذاء!
يطلبون الطّعام، وهم أهل الكبرياء!
ويتعالجون من الطّبيعة الرّماديّة!
أما نحن..
نحزن في المقاهي الممتلئة، وبدون حياء
نطلب كلّ ما يجب مقاطعته،
ونفتّش عن جديد الرّومانسية العربيّة
النّراجيل لا ينطفىء جمرها،
وبعضهم لا يروق له إلّا الأغاني العبريّة
والسّيارات لا تنام، بحجّة الحالة النّفسيّة!

الــAــحــــــــــــHرب لم تنته بعد!
لقد فقد الموت صوابه من هول ما رأى صعودًا ونزولًا
الموت صار يكلّم نفسه! ويسأل:
متى تنتهي مهمّتي؟
متى تصحون حتّى أرتاح قليلًا؟
متى تكفّون عن اتهامي بالقسوة؟
ألن يفهم النّاس إن تأخّرت عن مهمّتي، يطول التّعذيب؟
فأنا مُنقذهم الوحيد من الألم والجوع والحصار!
وأنا مُخلّصهم من كلّ أنواع التّرهيب!

الــAــحــــــــــــHرب لم تنته بعد!
وصوت الموت يصدح: أبواب السّماء مشرّعةٌ لعشّاق الصّعود!
بعدها..
بعدها اسألوا شاشات الأخبار
عن تجميل الخيام بالوهم الصّحفيّ!
وعن تكبير الكاميرا المتعمّد لعمر الصّغار!
ثم اسألوا عن الانتصار!
وأيُّ انتصار!
أيُّ انتصار!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى