الجنس في العالم الإلكتروني

أماني الحسين | سوريا

في الحرب كما في الوباء، يُحكم على الناس البقاء في منازلهم قدر المستطاع،
فيصبح لكل منا عالمين أو شخصيتين، الواقعية والافتراضية، والأغلب يملك اسمين، الحقيقي والافتراضي. وهذا موجود في الأساس، ولكن في الأوقات العصيبة تنكشف.
العالم الافتراضي لا يقلّ سوءا عن الحياة الواقعية، ولا يقل خطره عما نعيشه في حياتنا اليومية، من خطر الحرب أو من العدوى جراء الوباء. ومدى تأثيره علينا أصبح واضحاً، خاصة المدمنين عليه، رغم المشاغل الكثيرة، ومخاوفنا ترانا مقيدين به، ومشدوهين له، وأشد خطورة هذا العالم، والذي أصبح شديد الملاحظة، الانحلال الإلكتروني والعلاقات الجنسية، والولاء والاخلاص لشخص مجهول، وأن تعيش الحياة الزوجية كأنها في الواقع، في غرفة تملأها الشبق. في البعد وعدم التواصل المادي والمباشر يزداد الإنسان حرية ويفعل كل ما تمليه عليه شهواته على عكس ما نشاهد ونسمع من قصص المتزوجين وخجلهم في غرف النوم مع زوجاتهم، خلف هذه الشاشات الصغيرة، الكثير يشعر بالحرية إن كان في التعبير وخاصة المتعارف عليه من شغف في إطلاق المصطلحات البذيئة خلال هذه العملية، وكسر الخجل الذي يهدد أغلب العلاقات بالفشل، (لأنهم يعتبرونها مساسا للكرامة). وفي الوقت نفسه لك الحرية في الابتعاد والاقتراب، لك العذر السهل في التخلص من الإجابة، فقط في فصل زر التواصل والاختفاء، فأنت ملك القرار. وأعتقد أكثر الفئات المدمنة، الفئة العمرية ما بين الأربعين والخامسة والخمسين فهم الأكثر حماساً. خاصة في هذه النقلة المرحلية السريعة في التطور الالكتروني.
وفي الوقت نفسه نرى الكثير من العلاقات التي نجحت بعد مرور وقت على التعارف الافتراضي، وأخذ القرار بالارتباط الطويل، فيقولون أنت تستطيع أن تراوغ فترة قصيرة ولكن بعدها ستظهر على حقيقتك وتعيش شخصيتك الحقيقية إن كان في المقابل شخص يفهم ويتفهم الاخر، وهناك أدلة كثيرة، خاصة ممن سافرن بعد إتمام أوراق الزواج دون أن يكون هناك لقاء مسبق، والكثير منهم عاشوا التجربة الجنسية أيضا قبل اللقاء المباشر عبر هذه المواقع. فهم على يقين وثقة أنها أساس كل علاقة زوجية ناجحة، وبناء أسرة واعية.

ومن جهة أخرى، يزداد التحرش الالكتروني لعدم موافقة أحد الطرفين، فترى الرسائل والتهديدات والتنمر، والتعلق المريض، أن تعيش الرفض وتنطوي على نفسك، ومنهم من فكر بالانتحار. لكل فرد ردة فعل.
على الرغم من القوانين التي انطلقت والتي سنرى الكثير منها في الأيام القادمة على ما أعتقد، بسبب حجر الناس أكثر في هذا العالم، و تركيز حياتهم على هذه الشاشات. لتخفيف وضبط ردود أفعالهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى