سياسة

الانتخابات الرئاسية في فنزويلا .. استمرار أم صدام؟

بقلم: الشيخ سالم بن محمد بن أحمد العبري
لقد انتهت الانتخابات الرئاسية في فنزويلا يوم الأحد الماضي (٢٨ يوليو ٢٠٢٤م).. انتهت مهمة الهيئة القضائية المـُشْرِفَة على إجرائها منذ بدء الترشح، وحتى إعلان فوز الرئيس «نيكولاس مادورو» بشبه (51.2%) ليحسم الجنوب، وفنزويلا، خصوصًا أنَّ الأمر قد طُوِيَ بفوز «نيكولاس مادورو» فترة ثالثة لمدة سِتِّ سنوات، تنتهي في صيف (٢٠٣٠م)، لكن الشمال الاستعماري الرأسمالي غربي الهوى لا يقول ذلك، بل يتهيأ لفترة صراع جديدة، فهو لا يَكِلُّ ولا يَمَلُّ من التآمر وإحداث الانقلابات المـُدَبَّرَة، والمـُغَلَّفَة بصورة المعارضة المـُشْتَرَاة منه، والمـُكَوَّنَة بإرادةٍ منه، وتمويله، وكيف لا يجد من يشتري في الجنوب المنهوب منه على مدى قرون، ولا يَوَدُّ أن يُقِيمَ علاقات متكافئة تُحْتَرَمُ فيها مصالح الشعوب، وحقوقها المشروعة، ويأخذ المـُصَنِّعُ والمـُسْتَخْرِجُ والمـُمَوِّلُ والمـُسَوِّقُ نصيبه –وبِحَقٍّ- دون استغلال، فلتَنْعَمِ البشرية بالعدل، والسِّلْم، والأمان، وقيام تنمية شاملة متوازنة في الجنوب، كما في الشمال، لكن مَن يُرْغِمُ هذه الإمبريالية الأمريكية الأوربية المتغطرسة، ومَن يُقْنِعُهَا مِن داخل شعوبها التي تَمَكَّنَت منها الرأسمالية وتغلغلت، وتَسَلَّطَت عليها الصهHيونيـــــــ#ة وتشعبت، وباتت هي الحاكمة والمـُهيمنة والمـُسيطرة والمـُتغلبة من خلال لوبيات المال والاقتصاد، وجنرالات العسكرية، والمخابرات الوطنية والصهـSــ3‘ـيونية، وأصبح الموظف الحكومي ابتداءً من الرئيس، وحتى أدنى موظف في جميع المؤسسات مرتهن لتلك القوى، وخاضع لتلك اللوبيات، ولا تَنْفَكّ عنه حتى لو نعق بعض المفكرين والخبراء -والذين صحت ضمائرهم بعد أن عاينوا أنهم يكذبون، ويُزَوِّرُون الحقائق، كمفتشي الأمم المتحدة عن أسلحة الدمار الشامل بالعراق، وكانت فرية كبرى، ولكن مَن يساند هذه الأصوات التي تبدو نشازًا، ثم تتسع، ولكن دون مناصر لها إلا ضمائرها، والجيل الصاعد الذي تَفَتَّحَت أفكاره في الجنوب بسبب الوعي الذي تبثه بعض القنوات، كقنوات «محور المقاومة»، وتتربع «الميادين» على كرسي التتويج والأسبقية، و«المنار»، والقنوات السورية، وقناة فنزويلا «سينارو»، والتي امتزجت بـ «الميادين» في بَثٍّ مشتركٍ، وأعمالٍ مُتَّفَقٍ عليها، بل إن «الميادين» كان لها قصب السبق وجزيل الشكر؛ وذلك لأنها تهتم بالجنوب المناضل مثلنا ضد تلك القوى المهيمنة المتصهينة اللعينة، لقد اهتمت «الميادين» منذ اللحظات الأولى لبثها، والأيام المبكرة لانطلاقها؛ فَخَصَّصَت برامج وقَدَّمَت شخصيات نضالها، مثل: «كاسترو» والمناضل الأممي «جيفارا»، ذلك المناضل الذى يَصِفُهُ بعض العرب، وبعض المتفقهين أنه «شيوعي»، ويُشَوِّهُونَ نضاله، الذي لا يختلف عن نضال العرب -مسلميهم ومسيحيهم، ومؤمنهم وملحدهم- إن وجد بهذه الصفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى