رَسَائِلُ الوَجَع
شعر: مصطفى مراد |العراق
-1-
هَنِيئَاً لِصَمْتِكَ هَذَا الصَخَبْ
يُؤَوِّلُهُ نَازِلٌ مَا رَكَبْ
وَيَقْرَؤُهُ بَعْدَ ألْفِ نَبِيٍّ
وَشَاعِرِ قَوْمٍ جَفَى أم كَتَب
عَلَى أُمَّةٍ حَطَّ فِي إسْتِهَا ..
.. وَأعْلى مَنَاصِبِهَا وَالرُّتَب
قَرَارُ اتِّخَاذِ القَرَارِ الحَكِيمِ
لِنُعْلِنَ ، عَن شَجْبِنَا يَا عَرَب
وَنَفْتَحُ بَابَ الرِّثَاءِ العَظِيمِ وَنَنْدُبُ ،
نَنْدُبُ يَا لِلْعَجَب !
أنَا لَا أقُوْلُ :
سِوَى مَا صَدَحْتُ
بِهِ – مُذْ أُمِرْتُ بِهَذَا النَّصَب
لِتَعْلَمَ أنَّ الَّذِي يَشْتَرِيْكَ عَلَى عَكْسِ مَن بَاعَ
أيْنَ السَّبَب ؟
تَجُوْعُ العُقُوْلُ بِقَحْطِ نِظَامٍ يُحَدِّدُهُ العَرْضَ ثُمَّ الطَّلَب
عَلَى أن تُمَرِّرَ لِلْغَافِلِينَ
عَمَارُ النَّوَايَا بِسُوْقِ العَطَب
وَلَمْ أدَّعِ صِفَةَ الخُلَصَاءِ
أنَا خَائِنٌ مِن عُرُوقِ المَصَب
هُمُ الوَطَنِيُّوْنَ لَا يَبْرَحُوْنَ
إذَا سَارَ رَكْبٌ بِنَعْشِ النُّخَب
تَقُوْمُ الدُّمُوعُ بَحَفْرِ الخُّدُوْدِ
وَتَكْوْي .. الوُجُوْهَ بِحَامِي الْلَّهَب
لِكُلِّ شَّهِيدٍ هَوَى لِلْسَمَاءِ
عَلَى مَنْكِبَيهِ جَنَاحَا ذَهَب
-2-
شَابِحَةٌ عَينُ الدَّرْبِ تَحْتَضِرُ
كَأنَّهَا قَبْلَ الآنَ تَنْتَظِرُ
عَنْ عِلَّةٍ وَالمَسْبُوْقُ تَأوِيلُهُ
فِي غَيهَبٍ مِن لَا جَدْوَى نَقْتَصِرُ
مَا لَم يَكُن ، فِي الحُسْبَانِ مِن ظَنِّنَا
مُنْغَمِرٌ بَالمَجْهُوْلِ يَسْتَتِرُ
يَا نَحْنُ يَا كَم قَد مِتْنَا بِسَكْتَةٍ ..
.. أو نَكْسَةٍ وَالتَّقْوِيمُ لَا يُنْكِرُ
هَا كُلُّ شِّبْرٍ سِرْنَاهُ ارْجَعَنَا
لِلْمَاوَرَاءَاتِ ، البَانَ مَا تُنْذِرُ
بِحِصَّةٍ – لِلْخُذْلَانِ مُلْزِمَةٌ
وَحِصَّةٌ فِيمَا بَعْدُ نَدَّخِرُ
كَدِّيَّةٍ وَالأجْيَالُ تَدْفَعُهَا
مِنْ مَجْدِهَا اللّا مَزْعُوْمُ وَتُكْثِرُ
فِي سَبِّنَا وَالتَّطْبِيعُ مَغْرُوْزَةٌ
أظْفَارُهُ وَالأنْيَابُ تُصَرْصِرُ