بروفيسور: فيصل رضوان
أستاذ السموم والتقنية الحيوية الطبية الولايات المتحدة الأمريكية
ليس سراً أن تناول الوجبات النباتية مفيد لصحتك، ولصحة كوكب الأرض على السواء. وعلى الرغم من أن العديد من الأشخاص يقللون من تناولهم للحوم، فإن القليل منهم يلتزمون بنظام غذائي نباتي بالكامل.
أثبتت دراسة جديدة أن اتباع نظام غذائي نباتي لمدة ثمانية أسابيع فقط قد يساعد في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء فيما يتعلق بعمرك البيولوجي. ووجد الباحثون أن فئة المشاركين الذين اتّبعوا نظامًا غذائيًا نباتيًا أظهروا انخفاضًا في تقديرات العمر البيولوجي، تم قياسه بواسطة مؤشر حيوي يُعرف باسم الميثله “methylation”. حيث يعمل ارتباط مجموعات الميثيل بالحمض النووي كواحدة من آليات فوق الجينية “epigenetic mechanisms “ التى تشكل طبقة من التحكم داخل الخلية تعمل على تنظيم التعبير الجيني وإسكاته؛ مثل مفتاح التحكم لجيناتنا، مما يزيد من نشاطها أو يقلله. ومع تقدمنا في العمر، يتغير نمط مجموعات الميثيل هذه على حمضنا النووي بطرق محددة، والتي يمكن للعلماء تتبعها لفهم الشيخوخة بشكل أفضل.
ومن خلال دراسة هذه الأنماط، يقوم الباحثين بتحديد العمر البيولوجي لشخص ما، والذي قد يختلف عن عمره الفعلي بناءً على السنوات (العمر الزمنى).
شملت الدراسة 21 زوجًا من التوائم المتطابقة من البالغين. وفيها تم تكليف أحد التوأمين من كل زوج بإتباع نظام غذائي نباتي لمدة ثمانية أسابيع ، بينما حافظ الآخر على نظام غذائي شامل يشمل اللحوم والبيض ومنتجات الألبان.ثم قام الفريق بالتحقق من تأثير كل نظام غذائي من خلال أخذ عينات دم من كل مشارك وقياس مستويات مجموعات الميثيل فى الحمض النووي لديهم.
أظهرت النتائج انخفاضاً في ساعات الشيخوخة الجينية فقط في المجموعة النباتية – وفقًا لبعض المقاييس، أدى التحول إلى النظام النباتي إلى خفض عام كامل تقريبًا فى أعمارهم. بالإضافة إلى ذلك، إرتبط النظام الغذائي النباتي بإنخفاض في الأعمار المقدرة لأنظمة الأعضاء المختلفة، بما في ذلك القلب والهرمونات والكبد والأنظمة الالتهابية والأيضية.
بمجرد أخذ كل هذه العوامل في الإعتبار، فقد كان متوسط الانخفاض في العمر البيولوجي للمجموعة النباتية بمقدار 0.63 عامًا مثيرًا للإعجاب.
وهذا معناه أن وتيرة الشيخوخة، التي تحسب مدى سرعة تقدم العمر البيولوجي للفرد بالنسبة لعمره الزمني قد انخفضت، وأنه لكل عام يتقدم فيه هؤلاء الأفراد في السن، تتقدم أجسادهم في السن بشكل أقل قليلاً مما يتوقعونه عادة.
واخيراً نقول …
بإن الأشياء البسيطة مثل النظام الغذائي المتوازن الغني بالعناصر الغذائية الأساسية، والنشاط البدني المنتظم، وإدارة عوامل الإجهاد اليومى والتوتر بشكل فعال، وتجنب السموم، والحفاظ على الرفاهية الاجتماعية والنفسية، كلها تعمل على تعزيز أنماط التعبير الجيني المفيدة وتقليل خطر الإصابة بأمراض مختلفة فضلا على زيادة العمر البيولوجى للأفراد.