مقال

ليست الأماني بالتمني!!

د. أحمد الطباخ| كاتب مصري
كم تمنى كثير وركنوا إلى أمانيهم ولم يفعلوا شيئا سوى ذلك السراب الذي يحسبه الظمٱن ماء فلما جاءه تبخر في الهواء ولكن الرجال هم من يتمنون ويحققون أمانيهم بالعمل والكفاح وإنما بتلك النفوس السوية والهمم العالية فالله لا يحب سفاسف الأمور وإنما يحب معاليها فنحن لم نأت الدنيا لطعام وشراب وبطون وفروج وإنما جئنا لغاية عظيمة سامية وهي أن ننال رضا الله وتلك هي السعادة الحقيقية التي يعرف قيمتها الرجال الذين يسعون في الحياة لهدف عظيم .
الحياة ليست جنة الله على أرضه ولكنها الكدح والتعب والأشواك تحتاج إلى ذوي العقول وأولي العزم من الرجال والتاريخ فيه من قلة قليلة من الرجال الذين عبروا الأشواك وقدموا ما ينفع الناس ويحدوهم إلى مواكب الأنوار لينير لهم الطريق ويضيء لهم ما أظلم عليهم والتبس يعيش الأبطال لغيرهم ويبذلون جهدهم ويقدمون نفوسهم ويتحملون المتاعب والٱلام والمشاق ويتجرعون كؤوس المرارة ومما لا شك فيه أن الحياة اليوم معقدة وتكتنفها أمور ومشكلات معقدة لم تك موجودة من قبل لا سيما مقاومة الظلم والتصدي لعدو لدود لا يعرف سوى القوة .
إن النهاية ليست بالأحلام والأماني ولكن بالعمل الدؤوب والجد والاجتهاد والتفاني في خدمة الٱخرين وفعل كل شيء من أجل إسعاد الٱخرين فينسى نفسه ويبذل كل شيء من أجل الوصول إلى الهدف وهذا هو الفهم السديد للعمل لطاعة الله ورسوله فليست الحياة خنوعا وخضوعا واستسلاما وإنما بذل وعطاء وتضحية وعمل مستمر ولو أن كل واحد علم ذلك لما وصلنا إلى هذا الحال المشين ولما كنا هذا الغثاء تتكالب علينا الأمم وتستهين بنا ونصير هكذا بلا هيبة إذ كيف ذلك وأين المهابة والشهامة والشجاعة وقيم الإباء التي اشتهر بها العرب وزادها ديننا بهاء وقوة فلا يكون المؤمن جبانا خانعا خاضعا لعدوه راكنا إليه إذ نهانا الله ألا نركن إلى الذين ظلموا حتى لا تمسنا النار فما بالنا بمن ركن إلى عدونا اللدد الذي لن يرضى عنا حتى نتبع ملته بل فعل للعدو كل ما يمليه عليه من دعم وتطبيع وسند وترك إخوته الأعراب بعد أن عرى ظهرهم .
من المؤكد أن هناك خلل عظيم إذ لم تعد لحمتنا العربية كما كانت قبل ذلك فقد كنا أمة واحدة وأخوة إذا اشتكى منا عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ولكن العدو عرف مكمن قوتنا التي تتجسد في وحدنا وضعفنا في تشرذمنا واختلافنا وتفرق كلمتنا لذلك دير وخطط وفعل كل ما بوسعه حتى نظل هكذا أمة متقطعة متشرذمة لا روح فيها ولا رأس لها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى