عيد الغدير تجديد بيعة
سلام محمد العبودي
Ssalam599@yahoo.com
عند حُلول يوم الثامن عشر, من شهر ذي الحجة, يحتفلُ الشيعة فيه كل عام, ويسمى العيد الأكبر, أو عيد الغدير, فقد جاء أن بذلك اليوم, وبعد انتهاء مراسيم الحَج, في العام العاشر الهجري, بويع علياً بن أبي طالب عليه السلام؛ أميراً للمؤمنين من قبل المسلمين.
جاء في مسند أحمد، حديث تحت رقم 915 قال الرسول عليه وآله الصلاة والسلام” ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم؟ فقلنا بلى يارسول اللّه, قال” فمن كنت مولاه فعليٌّ مولاه, اللهم والِ من والاه, وعادِ من عاداه” وقد جاء التنصيب بالولاية, في عدة مصادر أخر, من مصادر أهل السنة, ما يثبت أن الأمر النبوي, جاء متواتراً صحيحاً لا ريب فيه.
هناك إجماعٌ على أمر التنصيب الإلهي, بعد أن نزلت الآية الشريفة”” يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَل فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي القَوْمَ الكافِرِينَ” من سورة المائدة أية 66, فقام منادٍ فنادى الصلاة جامعة ، ثمّ قام وأخذ بيد عليّ رضي الله عنه فقال:”من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه” أمالي الحافظ المحاملي وعنه الوصّابي الشافعي, في كتابه الاكتفاء بفضائل الخلفاء, وغيرها من المصادر.
بيعة الغدير في مصادر الشعية, مستفيضة عن الأئمة الأطهار, فالبيعة ليست بالحدث الجديد, فقد كانت البداية كما يلي “ورد في بعض المصادر الشيعية, أن محمداً, جمع أهله وأقاربه على وليمة, وعرض عليهم الإسلام وقال: أن من سيقبل سيكون وليه ووصيه وخليفته من بعده، فلم يجبه أحد إلا علي، سمي هذا الحديث «حديث يوم الدار» أو «إنذار يوم الدار»، حيث عرض محمد الإسلام على أقاربه من بني هاشم تنفيذاً لما جاء في القرآن” و أنذر عشيرتك الأقربين” سورة الشعراء 214.
وعلى أساس ما تقدم, فإن بيعة الدار كانت البيعة الصغرى, وبيعة غدير خم هي البيعة الكبرى, وبها اكتمل الدين الإسلامي, ليكون ذلك اليوم يوم عيدٍ للمؤمنين, حاز على رضا الرحمن, بقوله تعالى” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” سورة المائدة الآية _3_ فهنيئا للمؤمنين عيدهم الأكبر.