صَـوتٌ من نَـجْـد

الشاعر بشير بشير / السودان 

ماذا تُـريدينَ منِّي بعدما ذَبُـلـتْ
كلُّ الورودِ التي قد كنتُ أرْعـاهـا

ماذا تُريدينَ منِّي بعدما انْـدَمَلـتْ
تلك الـجِراحُ وقد أوشكتُ أنْـساهـا

وقد سلوتُ سنينَ الـحُبِّ من زَمـَنٍ
وقد بَـرئْـتُ فما أِشْــقى بِـذِكْراهـا

ولُـذْتُ باليأْسِ ما عادتْ تُعاوِدُني
فيكِ الأَماني وقد كَفَّـنتُ مَـوتـاهـا

ماذا تريدين والأشواقُ قد خَمَدَتْ
الـحُبُّ أَشْـعلها والـغَـدْرُ أطْـفاهـا

مَضَتْ ثَلاثُ سِـنينٍ منذُ فُـرقَتِـنا
عانيتُ فيها من الـوَيلاتِ أقْساهـا

وكم سَـهـرتُ وآلامي تُـنـادِمُـني
ومن عَتيقِ دمـوعِ العينِ سُـقياهـا

وكم تعَـلَّـلـتُ بالآمالِ تَـخْـدَعُني
بِـخُـلَّبِ البرقِ يَـبدو في ثَنايـاهـا

ماذا تُريدينَ منِّي بعدما انْهَـزمَـتْ
تلكَ المشاعِــرُ إذْ حـانَتْ مَناياهـا

وانتِ وَحْـدَكِ قد حاربتِ جائِـشها
وكان قلـبُكِ مَـفـتــوناً بِــرَيَّـاهـا

وما رَحِمتِ وما أبـْقيتِ من رَمَـقٍ
ولا تَـلَـفَّـتِ يـوماً نـحوَ قَـتلاهـا

واليومَ صَوتُكِ من ( نَـجْـدٍ ) يُسائِلُني
ماذا يُريدُ وعَيني غاضَ مَـجْـراهـا

وتَسْأَلـينَ عن الأحـوالِ وا عَـجَبي
وكيف تَـسْألُ نفـْسٌ عن ضَحاياهـا

قد كان صوتُكِ إن يوماً سرى نَغَماً
وكنتُ أكـتُـب شِـعْـراً فيهِ تَـيَّـاهـا

لكنهُ اليومَ أضْـحي لا يُـحَـرِّكُنـي
ولا يُـثـيرُ حَـنِـينـَاً فـيَّ أوْ آهَــا

ماذا تُـريدينَ من قلبٍ بَطشْتِ بهِ
كُفِّي عَـذابَـكِ عـنهُ واتَّـقـي اللهَ

بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ( ديوانها )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى