هذا الزمن متلاحق وساحق
قمر عبد الرحمن|فلسطين
وقعت المدينة في النّار
واحترق الإنسان والغيم والنّوار
وقعت المدينة في النّار
ولم يبق صيادٌ ولا مَركبٌ ولا بحّار
تنام المدينة في استقامةٍ الآن..
بين تراص الأجساد واختلاف لون الأكفان
الحرب تشويشٌ وتشويهٌ وفوضى،
وأصوات العار تصدّعنا بعدما
صمتت حتّى عن الاستنكار
نطقت القضبان في الظّلمات،
ولم ينطق الحاكم الشّاب ولا الختيار
ذاكرة الأسير مليئةٌ بالفراغات،
فما نفع الأسئلة وما جَدَّ من أفكار
من كثرة النّفاق،
اختفت الأنغام والأوتار
ورغم عودة الفصول
لا ظهور للعشب ولا للأطيار
نكتب بإصرارٍ في هذه الحرب..
فلا معنًى للنّدم في هذا المضمار
ما زال صوتٌ في داخلي يسأل:
لماذا كلّ هذا؟
لقد تمزّق صوت الحرّة وهي تنادي الأحرار
وسحق الشّباب الذين أنشدت أعينهم: الموت للجزّار
وذاب الأطفال من قرارات الكبار
تعصف بنا أصوات الموتى،
وتندلق الأخبار علينا دلقًا،
ولا مجال للانتظار
إمّا أن ننتزع وطنًا حرًّا وإمّا أن تقتلونا!
فهذا الزّمن متلاحقٌ وساحق!