مرثية الأم
ناجي حسين | شاعر من العراق
آلَمتَ قَلبِـيَ يَـا ” فَـوزِي ” بِفَاجِعَـةٍ
أَبكَتْ دُرُوبِي وصَبرِي بَاتَ يشجِينِـي
***
أُمَّاهُ ضَاقَت بِيَ الأَرجَاءُ وانْحَسَـرَتْ
ظِلِّي الحَزيِنُ وهَـذَا البُعـدُ يُضنِينِـي
***
قُولُوا لـ” آذَارَ “عِيـدُ الأُمِّ أَصبَـحَ لا
يَأتِي إِلَيْنَا وصَخـرُ الحِـسِّ يكوِينِـي
***
وفِي طَرِيقِي وفِي أَنغَـامِ محزِنَتِـي
بَعدَ الرَّحِيلِ بُحُـورُ الوَجـدِ تُبكِينِـي
***
فَمَن سَيَفرِشُ هَذِي الأَرضَ لِي وَطَنـاً
ومَن سَيَبْقَي عَلَى وَردِي وتِشرِينِـي
***
هَلْ مَاتَ نَبعِي بِمَوتِ الأُمِّ يَـا وَطَنِـي
أَم أَنَّ وَردِي جَفَـافٌ لَيـسَ يَسقِينِـي
***
عَاثَت سُنُونِي بِأَنَّاتِـي ويَـا وَجَعِـي
فَـإِذْ بِهَـا مِـن مُعَانَاتِـي تُسَلِّيـنِـي
***
هَـلاَّ عَلِمـتِ بِأَنِّـي لا أَنَــامُ ولا
أَصحُو، ووَجهُكِ فِي حُزنِي يُوَاسِينِي
***
بِالأَمسِ كُنـتِ تُرَبِّينِـي عَلَـى خُلُـقٍ
واليَـومَ أَحفَـظُ مَـا للهِ يُرضِيـنِـي
***
يَا عِيدَ أُمِّـي وأَحزَانِـي تُحَاصِرُنِـي
مَاتَتْ فَمَـن ذِي سَأُهدِيهَـا وتُهدِينِـي
***
أَرَى التُّـرَابَ أَغَادِيـرِي وأُغنِيَتِـي
بَعـدَ الرَّحِيـلِ وأَشجَانِـي تُعَزِّينِـي
***
قَد كُنتِ لِي روحَ أَبيَاتِـي ومُلهِمَتِـي
والآنَ أَرضَي لِكَفِّ المَـوتِ تُدنِينِـي
***
يَا قَبضةً يَومَ عَاشُـورَاءَ قَـد وَكَـزَتْ
قَلبـاً حَزِينـاً بِـهِ اْندَكَّـت عَنَاوِينِـي
***
أَبكِي ويَبكِي مَعِي فَجـرِي ونَوْرَسُنَـا
عَـمَّ الحِـدَادُ بَسَاتِـيـنَ الرَّيَاحِـيـنِ
***
الحُزنُ كَالسَّيـفِ يَـا أُمَّـاهُ يَذبَحُنِـي
فَمَن بُعَيـدَ رَحِيـلِ النَّبـضِ يُحيِينِـي
***
أَبكِي وبَصرَتُنَـا تَبكِـي عَلَـى أَلَمِـي
إِذْ طَافَ نَاعِي الرَّدَى كُـلَّ المَيَادِيـنِ
***
كَيفَ الرَّدَى قَدَّ مِن رُوحِي ومِن وَطَنِي
قَبسُ الفُـؤَادُ فَصَـارَ العُتـمُ يَعمِينِـي
***
أُمَّاهُ مَاتَ النَّدَى الضَّحَّاكُ مِـن حَـزَنٍ
لَمَّا نَأَيـتِ فَصَـارَ الدَّمـعُ يَروِينِـي
***
مِن عِيـدِ آذَارَ.. يَـا أُمَّـاهُ مَندَبَتِـي
يَا مَن أَخَذتِ المَدَى والزَّرعَ مِن طِينِي
***
يَرثِى النَّخِيـلُ فُرَاتِـي بَيـنَ دِجلَتِـهِ
سُبحَانَ رَبِّي، تُرَابُ الأَرضِ يَسقِينِـي
***
ودَحرَجَت دَمعَـةٌ مِنهَـا دِمَـاءَ رَدىً
كَأَنَّهَـا فِـي لَيَالـي التِّيـهِ تُبكِيـنِـي
***
سِرَاجُ بَيْتِـكِ لَـم يُطفَـأْ عَلَـى أَمَـلٍ
حَتَّى تَعُودِي لَنَا .. بِالنُّـورِ ضُمِّينِـي
***
الأَرضُ عِنـدَ مَقَـامِ القَبـرِ دَامِـعـةٌ
يَـا جَنَّـةَ الأُمِّ عِنـدَ القَبـرِ تَدوِينِـي