من وحيِ الحرفِ الخالد
شعر: د. سعيد جاسم الزبيدي
أكاديمي عراقي – جامعة نزوى
بِـ(اِقرَأْ) لم يزلْ عَبَقَا صداها
وكمْ ملأَتْ على شغَفٍ شفاها
ورددتِ المآذنُ كُلَّ خمْسٍ
حروفًا في تَألّقها تَبَاهى
وفي حلقاتِ ذكرٍ جَلَّ درسٌ
جَمالًا رائعًا فيها تناهى
ودارَ على الحروفِ يضمُّ بعضًا
إلى بعضٍ يحلِّقُ في مداها
ويُشرق من (دلائِلِها) بيَانٌ
بـ(نظمٍ) مُعجزٍ يأبى يُضاهى
فهلْ شكٌّ بأمِّ الضادِ حينًا
تكلُّ مدى العصورِ بمحتواها؟
ولكنّي رأيتُ لسانَ قومي
تعثَّرَ لا يُجاري مُبتغاها!
تلوَّثَ من جهالتِهِ لأمرٍ
يبيِّتُهُ ومن شرٍّ عَداها
حَذارِ حَذارِ يا جيلًا توانى
فصدَّ عن الفصاحةِ إذْ قلاها
ولا يدري المآلُ سوى جهولٍ
بأنَّ القصدَ كانَ بلاغَ طهَ
إلى الأقصى وغزةَ لا انتهاءً
وضاحيةٍ على مَرأى غَزاها
وقومي -بعضُ قومي- لا نِيَامٌ
وفي ذُلٍّ بأنفسِهم تماهى
وحسبُ عدوِّنا أرضي ومنها
فراتي ثُمَّ نيلي مُنتهاها
وهذي (جُلَّقٌ) مَرمى عصاهُ
وفي الآتي سيستوفي سِواها
أفيقوا أيُّها اللاهون عنها
فما الدنيا هنا مالًا وجاها
فمِنْ (أُحُدٍ) خذوا درسًا بليغًا
و(حمزةَ) إذْ تَقَطَّعَ وافتداها
ألا ثانٍ لِمُعتَصمٍ أَبيٍّ
حَميِّ الأنفِ مُقتحِمًا لظاها
فيكشِفَ غُمَّةً، ويعيدُ ذكرى
صلاحِِ الدين إذْ رفعَ الجباها
ونُنْشِدُ في المدارسِ كُلَّ يومٍ
بلادُ العُرْبِ قد بلغَتْ مُناها
وقدوتُنا رسولُ اللهِ صَلُّوا
عليهِ ووحدوا فيهِ الإلها