حلم أم حقيقة

د. عادل جبار الربيعي| أكاديمي من العراق
الدنيا حلم والآخرة يقظة ونحن بينهما أضغاث أحلام – (الإمام علي عليه السلام)
يبدأ الحلم بصرخات وبكاء لبداية غير معروفة الخاتمة وغير معلومة الأحداث ولا المكان ولا أي شيء غير كيان هش تسيره نبضات متواصلة لاتدري متى تتوقف.. كبر الحلم وأخذ يحبو. يتكلم. يقف يمشي والرحلة قد تتوقف وقد. تستمر. استمرت الرحلة وكبر الحلم بين فرح وحزن وانتكاسة وانتصار ورهبة وخوف وترقب سار الحلم والتقى بحلم آخر وأنتج أحلاما أخرى تفرقت هي الأخرى كبراعم وأخذت بالنمو. وهكذا نمت أحلامها القاتمة او الوردية مع مرور الزمن.
الحلم الأول أثخنته الجراح وتغيرت ألوانه وانتقل من حلم ممتلىء بالحيوية والنشاط إلى أخر متثاقل وقد اخشوشن كل شيء فيه حتى مشاعره ربما شارف الحلم على النهاية..
اجتمعت الأحلام على باب الحلم الأول الذي يلتقط أنفاسه وفي عينيه بصمات المحطات الواحدة تلو الأخرى وها هو على أعتاب الوصول فأمسك الحقيبة وغادر العربة اختفى بين حبات الرمل التي اصطفت لتوصد أي أمل بالعودة ربما بعض قطيرات من ماء المطر أو ماتجود به قناني النبلاء .
الحلم هو الحلم إذا تبعثرت خطى الأحلام الصغيرة بعد أن عرفت بأن الحقيبة قد تصل مهما طال زمنها. وتذهب أحلامها أدراج الرياح إلى المجهول نتابط أحلامنا نتشبث بأخر خيط قد يوصلنا إلى ذرة حقيقة عبثا نحاول أن نشكم جموحنا.. يالثقل هذا الحلم
كاتب السطور أنت في حلم، ويا من تقرأ تلك الكلمآت إنك مجرد حلم عابر.
ليتنا ندرك أحلامنا قبل فوات الأوان