مقال

دور المرأة في المجتمع

بقلم: ياسمين عبد السلام هرموش

    تُعدّ المرأة الركيزة الأساسية في بناء المجتمعات، فهي الأم والمربية، والزوجة والشريكة، والعاملة والمفكرة والمبدعة. وقد أثبت التاريخ، منذ أقدم العصور حتى يومنا هذا، أنّ نهضة الأمم لا يمكن أن تتحقق من دون مشاركة فاعلة للمرأة في شتى الميادين.

   أول أدوار المرأة يبدأ في الأسرة، فهي المربّية الأولى التي تُنشئ الأجيال وتغرس فيهم القيم الأخلاقية والإنسانية والوطنية. ومن خلال رعايتها وحُسن توجيهها، تنشأ أجيال قادرة على تحمّل المسؤولية والمساهمة في تقدم المجتمع. فالأسرة هي اللبنة الأولى في بناء أي حضارة، والمرأة هي قلب هذه الأسرة.

    لكن دور المرأة لا يتوقف عند حدود البيت، بل يمتد إلى ميادين العمل والتعليم والثقافة والسياسة. فقد أثبتت الدراسات أنّ المجتمعات التي أتاحت للمرأة فرص التعليم والعمل حققت معدلات نمو اقتصادي واجتماعي أعلى. فالمرأة المتعلّمة والمثقفة تصبح أكثر قدرة على المشاركة في صناعة القرار، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات التي يمر بها الوطن.

     كما أنّ للمرأة دوراً بارزاً في المجال الثقافي والفني والإبداعي، فهي قادرة على التعبير عن قضايا المجتمع، وتسليط الضوء على هموم الناس وتطلعاتهم من خلال الكتابة والفن والإعلام. وقد أفرزت المجتمعات الحديثة نماذج مشرّفة لنساء تبوأن مناصب قيادية، وأسهمن في دفع عجلة التقدّم، وأصبحن قدوة للأجيال القادمة.

   إن تمكين المرأة ليس مجرّد مطلب حقوقي فحسب، بل هو ضرورة تنموية وحضارية. فحين تتاح لها الفرص العادلة، تسهم في إرساء العدالة الاجتماعية، وتعزيز قيم المساواة، وبناء مجتمع متماسك متعاون، يوازن بين طاقاته الرجالية والنسائية على حد سواء.

ويبقى القول:يمكن القول إنّ المرأة ليست نصف المجتمع فحسب، بل هي صانعة النصف الآخر أيضاً. وإذا كان الرجل يبني الجدران الظاهرة، فإن المرأة تبني الأسس العميقة التي يقوم عليها صرح الحياة. ومن هنا فإن تمكينها ودعمها يظلّ خطوة أساسية نحو بناء مجتمع أكثر قوة وإنسانية وتقدماً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى