حوار

نورا بدوي تحاور المصور الفوتغرافي الليبي محمد إدريس أمنينة

أيام سينمكنة للأفلام الشعرية جسر منفتح على الفنون

حوار | تونس 
شارك المصور الفوتغرافي الليبي محمد إدريس أمنينة كعضو لجنة تحكيم للأفلام الروائية بالدورة السادسة لأيام سينمكنة للأفلام الشعرية و التي احتضنها مدينة المكنين التونسية من 22 أكتوبر إلى غاية 25 أكتوبر 2025، كما احتضنت هذه الدورة المعرض الفني المشترك لأمنينة صحبة زوجته التشكيلية هند علي الراشدي والمعنون بـ”الما بعد الآن” إذ يجمع بين الصور الفوتغرافية واللوحات التشكيلية. تمحورت فكرة المعرض حول إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة وكأنها محاولة لتجميل الفقد بالتوثيق وتثبيت الذاكرة في زمن النسيان حسب تعبير أمنينة.. أما عن مشاركته بأيام سينمكنة للأفلام الشعرية ومعرضه الفني الثنائي كان لنا هذا اللقاء مع المصور الفوتغرافي الليبي محمد إدريس أمنينة.


لو تحدثنا، عن فكرة مشاركتك بمعرضك الفني “الما بعد الآن” بأيام سينمكنة للأفلام الشعرية؟
حقيقة هو مبدأ شغف الفنان، وأنا مصور فوتغرافي، ألتقط المشهد و اللقطة والحياة، فهذا شجعني على المشاركة بمعرض فني يجمعني بزوجتي الفنانة التشكيلية شهد علي الراشدي، إلى جانب هذا فعلاقتي بمدير أيام سينمكنة للأفلام الشعرية يونس بن حجرية وطيدة جدا منذ سنة 2013، وفرحت لما وجدته مؤخرا بمهرجان بطرابلس فأخبرني عن أيام سينمكنة للأفلام الشعرية بمدينة المكنين التونسية، فأخبرته برغبتي بالمشاركة في هذه الأيام بمعرض الما بعد الآن فرحب بالفكرة.
لماذا هذا العنوان الما بعد الآن؟
العنوان جاء نتيجة تراكمات وأشياء كثيرة فأنا دائما متردد في اختيار العناوين، وهذا يسبب لي الهاجس في اختيار العنوان، فاسأل نفسي العنوان هل له دلالة بالمحتوى أم لا؟ وهل الدلالة البعيدة أم لا؟ فأذكر صباح الكارثة بمدينة درنة الليبية 11 سبتمبر 2023 كنت جالسا على الناصية في دوران، فكنت أرى الناس كيف خارجين من وسط الوحل والطمي مثل الزومبي، دون ملابس، دون أحذية، خاصة النساء فالمرأة حريصة دائما على الشكل رأيت أشياء موهولة، وكانوا فرق الإنقاذ والجيش ينتشلون الجثامين، أما أنا فكنت في هذه اللحظة تساءلت غدا ماذا سيحدث؟ فمن هنا جاءت فكرة المعرض بالتعاون كفريق متكامل في تسالي مع الشاعر سالم العكري.
أين يكمن المفهوم التي تأسست عليه أيام سينمكنة للأفلام الشعرية في معرضكم؟
من خلال المشاهدة الأولى سوف نتحصل على إيماء أو إيحاء بأنه عمل تراجيدي مرتبط بالموت، لكن من خلال التمعن أو النظر من خارج الدائرة الأولى، سوف نجد أن هناك أعمال فنية متصلة بالوجدان والروح وليست بالجسد، لو نلاحظ هناك صورة لساعة سنجد أن المسافة في التعافي هي أكثر من المسافة في الخسارة، هناك صورة أخرى وهي صورة الأشجار المرمية على الشاطئ، كنت أراها عظام، لكن عظام مبنية على حياة، بمعنى أن هذه الأشجار سوف تنمو من جديد، أيضا هناك نقطة مهمة هو الاشتراك اللوني في اللوحات جميعا فاللون الأزرق موجود في اللوحات جميعا وهو لون السماء و البحر فمن باب أولى أن يكون لون الحب و الحياة و الطمأنينة أيضا لا للخوف والموت.
هل اتفقت مع زوجتك الفنانة التشكيلية شهد علي الراشدي على اختيار مواضيع معرضكما ام انهل كل منكما كانت له رؤية معينة فيما ينتج من صور فوتغرافية أو لوحات تشكيلية؟
في المبدأ العام كان هناك اتفاق عام لكن في التفاصيل للأمانة هي تركت لي المساحة الكاملة و أنا تركت لها مساحتين كاملتين، بمعنى انها لما كانت هي ترسم كنت اتركها لوحدها و لما كنت افرز أعمالي لم تكن تبدي رأيها لأني أحسست أن الحدث أكبر بكثير من أن نشترك في فكرة اختيار، فتركت المساحة كلها لاختياراتها في رسوماتها كما تركت لي الحرية في الصور الفوتغرافية.وهي كلها أعمال نهدف من خلالها إلى أن ترمز وتمس تلك الأرواح الحلوة التي فقدناها في درنة .
هل مسألة الثنائيات في معرض فني تحديدا بين الأنا والآخر يطرح إشكالات في مجتمعاتنا العربية؟
مشكلة الثنائيات في مجتمعاتنا العربية المحلية عامة حتى على مستوى الغناء، و على مستوى النحت، و على مستويات أخرى أيضا مثل الرياضة… وهذا التحدي جعلني في مفترق طرق إما ادخل في سياق التحدي و أقبل كل شيء فيه أو أرفضه، فالمبدأ أولى أنا وشريكتي في المعرض، وشريكتي في الحياة أن نقبل التحدي و لو خفقنا ما المشكلة أن نعيد من جديد طالما فينا روح تنبع و طالما فينا فكرة وطالما فينا من يساندنا وطالما في وئام في العمل لما لا..
كيف وجدت حضور هذا المعرض في هذه الأيام التي تحمل عنوان خاص جدا؟
الشعرية في لوحات هند واضحة وجلية و الانسياب و المنحدرات واختيار اللون بينما في الصور كانت في إطار وكانت صادمة، لكن كل الصور واللوحات جمعناها في كتاب أيضا معنون ب الما بعد الآن و التي تعرض كلها في هذه الأيام ستجدين الإنحاء و الدوران من خلال الأعمال.. بمعنى هناك ارتباط بين معرضنا والمفهوم التي تحمله هذه الدورة لأيام سينمكنة للأفلام الشعرية. ومن هنا أقول فالنرتبط جميعا بالفنون ولو في زاوية صغيرة و نفكر بكل حب.
ما هي إنتاجاتك مستقبلا؟
مشاريعنا المستقبلية إنتاج فيلم وثائقي عن صناعة العسل في شرق ليبيا، و هذا اختيار أن نتوجه للأعمال المحلية فأنجزنا فيلم الجلامة وتعني جز الصوف تحت عنوان عرس الضان و هذا الفيلم سيشارك في مهرجانات داخل و خارج ليبيا.
كيف تقيم الأفلام التي تم اختيارها في أيام سينمكنة للأفلام الشعرية؟
شاهدت عمل من سلطنة عمان، وأبهرني عمل من مصر، وكنت مفتون بفيلم من تونس، الحقيقة الأعمال جلها في مستوى أن تكون مهرجان عالمي وليس مهرجان محلي بمدينة مكنين، ولكن فكرة القرية أو البلدة الصغيرة أوالمكان الصغير تفرض علينا نحن كصناع أفلام وصناع فن أن نشجع كل هذه المبادرات و المكنين ممكن أن تصبح في دوراتها المقبلة أفلام عالمية تعرض فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى