رحيل الثقة.. رحيل كل شيء

الكاتبة المغربية | إحسان الوكيلي

الثقة هي الأمن و الأمان و الطمأنينة و السلام بين جميع شرائح المجتمع سواء الصالحين أو الطالحين ، وأحيانا تخدم مصالح ذوي النوايا الحسنة و كذالك ذوي الأغراض السيئة.
فهي تقتضي الوفاء بالعهد و عدم الشك و الإخلاص في العمل و الأمانة المطلقة سواء المادية أو الروحية أي التفكير الصائب و السيطرة عن النفس و ضبطها و محاسبتها.
أما الثقة السامية المطلقة فهي التي تكون بين العبد و خالقه :”قال تعالى ” ألا بذكر الله تطمئن القلوب ” و :” قال تعالى ” قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا و على الله فليتوكل المؤمنين) ،
فثقة العبد بربه يقين لا ريب فيه كما فعل سيدنا إبراهيم عليه السلام لما ألقى في النار “قال تعالى ” (قلنا يا نار كوني بردا و سلاما على إبراهيم )
و عن سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام: كانت قريش تسميه بالصادق الأمين ويقتدون به و يأتمنونه على أموالهم .
أما الثقة في الناس فتجمع بين العدالة في الدين و الضبط في الرواية وهذا موضوع يفصل فيه علماء الدين .
و الثقة : بالنفس هي الشعور بالاستقرار النفسي و القدرة و الإدراك و الحزم و الإستعداد لمواجهة المواقف الصعبة و الإختبارات المصيرية و تحديات الزمن .
أما الثقة العمياء في كل الناس: فهي مصدر كل شقاء ، فالشك من أجل اليقين يكون من خصال الأذكياء و الثقة الزائدة بالنفس تكون من خصال الأغبياء و غالبا ما تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه لأنها تستغل بأبشع الطرق عند أصحاب الضمائر الغائبة و القلوب الميتة فهي تعتبر سذاجة و غباء و عدم فطنة و حنكة و قلة حيلة وخبرة ، ومثل من اعطيتهم هذه الثقة كالذئاب التي تنتظر غفلة الراعي عن قطيعه أثناء ثقته بكلبه .
و انعدام الثقة هي إنعدام الأرواح في الأجساد ،وهي أشبه ما تكون كبركان من النار لا يترك سوى الدمار والخراب وإذا ذهبت الثقة ذهب كل شئ، وأصعب رحيل يحدث في تاريخ البشرية رحيل ثقتك من جميع الناس.
و المشكلة ليست في الثقة لكن في اختيار من تثق بهم ؟
فالثقة كالقوارير إذا سقطت و انكسرت ولن يعود كما كانت ، والثقة و هي الدواء الشافي لأسقام الزمن الغادر و القاهر و هي مفتاح النجاح إذا كانت صائبة و هي سبب الخيبة إذا كانت زائدة.
و كلمة ثقة تتكون من ثلاثة حروف الثاء و القاف و التاء أي تاج قوي ثابت فوق رؤوس الأتقياء.
فهي سائق قطار الحياة بدونه لا يمكن الوصول للمحطات.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. موضوع جيد يتناول الوضع الراهن واستغلال البعض لثقة الآخرين فيهم وهذا مايجعل الناس تصبح كبش فداء في يد الآخرين.اتنمنى لك اختي المزيد والتألق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى