لننعم بيوم الجائزة !

 

صبرى الموجى

يحتفل المسلمون هذه الأيام فى مشارق الأرض ومغاربها بعيد الفطر أو مايسمى بيوم  (الجائزة) ، التى استحقها المسلمون فى شتى البقاع عن جدارة بعد أن أدوا فريضة الصوم، فامتنعوا عن الطعام والشراب والزوجة وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس – وكلها حلالٌ فى غير رمضان – كما أقلعوا عن الغِيبة والنميمة والرفث والفسوق والكذب والغش، وخلافه من سلوكيات شاذة وأفعالٍ مُحرمة فى رمضان وغير رمضان، وإلى جانب هذا الترفع أمضّوا ليلهم لله قائمين ولكتابه ( القرآن الكريم) تالين، فمنهم من ختمه مرة أو أكثر، ولازم علمَهم العملُ؛ فأقاموا حدوده وعرفوا محكمه ومتشابهه، وامتثلوا أوامره ونواهيه وطبقوا أحكامه، وانهمرت أعينهم بالدمع أثناء قراءة آياته، وتدبر أحكامه.

أقول : وكان لزاما بعد هذا التعب والنَصَب فى طاعة الله أن يجود عليهم ربُهم بالجائزة الثمينة التى تتواءم مع مابذلوه من جهد، وقدموه من طاعات وعبادات وقربات؛ ليثبت لنا الشرعُ أن فى ديننا فسحةً وترويحًا عن النفس، فكان هذا العيد هديةَ رب العالمين لعباده الطائعين.

وحيث إن عيدى المسلمين (الفطر – والأضحى) يوما فرح ولهو وأكل وشرب، ونبذ للخلافات، فلماذا لانجعل من هذا اليوم مبادرة ونقطة انطلاق لمحاربة كل عوامل شق الصف، وتفتيت عضد الأمة؟

فهيا سويا احتفاء بهذه المناسبة ندشنُ اتفاقية انتماء لمصرنا الغالية، تشتمل بنودها على نبذ العنف، ومحاربة أسباب الفتنة والخلاف، مقاومة الفوضى والإهمال الذى شوه كل معالمنا السياحية والأثرية.

تعالوا لنجعل من عيد الفطر دعوة  للعمل والجد حتى تقف مصرنا المهيضة على رجليها مرة أخرى وتساير التطور، فينهض اقتصادها، لنجعل منه دعوة للحب والعطاء ( التكافل الاجتماعى )، فنلبى حاجة المحتاجين ونمدُ يد العون للمساكين الذين يُفتشون عن طعامهم فى صناديق القمامة.

لنجعل من عيد الفطر، دعوة للجمال فنشكل فرقا من الشباب لتجميل الشوارع وتشجيرها، ونحارب إلقاء القاذورات فى الطرقات، لنجعل منه دعوة للترشيد؛ فنقاوم إسراف الطعام والشراب.. لنجعل منه دعوة للحفاظ على كل قطرة ماء، ولا نلوث ماء النيل الذى هو هبة المصريين، وسبب غبطتهم ممن جاورهم.

تعالوا لنجعل منه دعوة للإخاء فننصهر جميعا فى بوتقة واحدة( مسلم ومسيحي ) فكلنا مصريون.

لنجعل من يوم الجائزة دعوة للعفاف، فنقاوم بحسم ظاهرة التحرش، ونُلزم – بجانب تغليظ عقوبة ارتكابه – المرأة بأن تخرج مُحتشمة لكيلا تثير عرائز الرجال.. لنجعل منه انطلاقة لترسيخ الوازع الدينى والأخلاقى الذى يحارب كل فساد.. وأخيرا لنجعل من يوم الجائزة دعوة لفعل كل جميل وإلإقلاع عن كل قبيح.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى