العيد في يومه الثاني

عبد السلام العابد | فلسطين

بعد زيارات عيد الفطر السعيد، وتبادل التهاني، مع الأهل والأحبة و الأقارب ، والأصدقاء، وقبيل منتصف الليل، تداعبك نسماتٌ باردة ، وتغريك بالاستسلام للراحة والنعاس ، تستلقي على سريرك، وتُسلم جسدَك المرهق لبحر النوم الهاديء اللذيذ .
طوال شهر رمضان المبارك ، انقلبت حياتك اليومية ، تسهر حتى ما بعد السحور، وتوزع نهارك الرمضاني الطويل، ما بين نوم، وقراءة، وكتابة ، وعمل.
في صبيحة اليوم الثاني للعيد، أفقتَ من نومك نشيطا متفائلا ، احتسيتَ قهوتك، وتناولتَ فطورك مع أسرتك ، وخرجتَ إلى المدينة، لقضاء أمرٍ ما هناك.
وأنتَ تقود مركبتك على شارع جنين ..حيفا، تُلقي نظرة على يسارك، فترى العشراتِ من المزارعات والمزارعين، ينتشرون في مرج ابن عامر، وهم يجمعون ثمار الخيار الربيعي؛ ليبيعوه في الأسواق التي تنتظر ، وتدور عجلة الاقتصاد دورتها .
تستمعُ إلى المذياع، وتسعد عندما تؤكد النشرة الإخبارية عدم تسجيل إصابات جديدة بفايروس الكورونا ، وتَعافي بعض المصابين في فلسطين.
تمرُّ على حاجز المحبة الوطني، تصبّح عليهم، وتحييهم ، وتواصلُ طريقك إلى المدينة . تنجز عمل ما جئت من أجله.
تدور بسيارتك في شوارع المدينة. الشوارعُ تكاد تخلو من الناس والمركبات، والمحلات مغلقة. كم يحزنني مشهدُ صمت المدن والبلدات، دون حيوية وحركة وأصوات متداخلة ، ومواطنين يتجولون ، ويتحدثون، ويتسوقون، ويضحكون، ويبتسمون، ويسلّمون على بعضهم ، والفرحة تشرق في عيونهم .
تتأمل المدينة وهي صامتة في العيد ، وتعتريك موجاتٌ من الأمل والتفاؤل، فلعلّ الساعاتِ القادمة تحملُ أخبارا سارة ، تتضمن انتهاء حالة الطوارىء ، وعودة الحياة إلى طبيعتها ، دونَ وباء، وفايروسات متنوعة، وحواجز وقيود ، واحتلال ، وتكبيل للحريات…!!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى