رُؤَى عابدٍ

مجد ابو راس-شاعر سوري

ألقى خيالي ظلَّاً على قلمي
مُسْتَنْطِقَاً ثورَةَ الهوى بِدَمِي

و أيْقَظَ المُمْكِناتِ في لُغَةٍ
شاختْ على هاجِسِ الرؤى الهَرِمِ

يقْتاتُ من وحْيِ الفاتناتِ رُؤَىً
في وصْفِ محجوبَةٍ عنِ النَسَمِ

حسناءُ إنْ أَشْرَقَتْ أَقامَ لها
أهلُ الهوى أسباباً إلى القممِ

قد أَلْهَبَتْ في آثارِها مُهَجَاً
باتتْ تَظُنُّ الهوى منَ اللُّحَمِ

وهْيَ الثُرَيَّا في الجوِّ باسطة
كَفَّ الضياءِ المنسوجِ في الظُلَمِ

تُريقُ من نورها و تُرْسِلُهُ
لِيَستنيرَ الجهولُ وهو عمِ

كأَنَّما النورُ حين تُرسِلُهُ
مثل قميصِ الصدِّيقِ في القِدَمِ

وكلما غابت كنتُ مُنْكَفِئاً
وعادني وجدٌ باسطُ الألمِ

أَزْهَقْتُ ليلي صبابةً و جوىً
أسْتمطِرُ الوحيَ من جفافِ فمي

أُطاردُ النجماتِ التي افترشتْ
بالنورِ وجهَ السماء لم أَنَمِ

وأجْتَلي فيه وجهَ فاتنةٍ
تُهَدْهِدُ النورَ خشيةَ الغسَمِ

لأنني الصابي ليس يُبْرِئُني
في الحب إﻻ استزادةُ السقم

أَنَخْتُ حلْمي ببابها أملاً
أن أسْتَرِدَّ الحياةَ في الحُلُمِ

و أستقي من مَعينِها ظَلَلاً
يروي عِطاشَ العروقِ في أدٍَمي

ما كلُّ ردٍّ يُجيبُ سائلتي
وليسَ عندي جوامعُ الكَلِمِ

فيمَ الحُمَيَّا وأنتَ مقتصِدٌ؟
وحولكَ المشتهى ُ وأنتَ ظَمِ ؟

فقلتُ روحي بروحها اتصلتْ
و انصاعَ قلبي لحُرقةِ الألمِ

من حرِّ شوقٍ جادَ الخيالُ به
واستوطن القلبَ في عرى الشُكُمِ

توحَّدَ اللُّبُّ والفؤادُ معاً
وافْترَّ عنها الزمانُ في كَرَمِ

ما كنتُ أحظى بمثلها امرأةً
ولو تبدَّتْ فديْتُها بدمي

تلكَ الرُؤى دنيا عابدٍ عصفت
به رياح الهوى معَ الحُلُمِ

لو كانَ يدري للروحِ منعَرَجاً
لم تعْنِهِ الدنيا في دُنا النسمِ
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى