اتحاد الكتاب وسوق (التلات)

د.سحر محمود عيسي/ أكاديمية وناقدة مصرية

?لن أكتب لكم الجملة المشهورة التي تتصدر بعض المقالات:( أتابع باهتمام ما يحدث في اتحاد كتاب مصر حول الانتخابات) لأنني في الحقيقة لم أهتم ولم أتابع، بعد أن تحولت الانتخابات في حياتنا-غالبا- إلى: (سوق التلات )الذي نقدم فيه بضاعة رخيصة ترضي غرورنا، وتكشف عوراتنا، وتقدم للآخر دليلا دامغا على أننا نملك  فن الضجيج والثرثرة والجلوس على طاولة مقاه عرفت بالخناق وأخذ الحق “بالدراع “

?لن تصدقني إذا قلت لك:لا أعرف من رُشح ومن لم يرشح، لأني لستُ مع أحد ضد أحد، فرغم عضويتي وحقي في التصويت؛ فأنا خارج مصر!

?لكن بعض ما (حدفه) مارك في وجهي من منشورات يدل على أننا تجاوزنا مرحلة الحوار الصاخب والثرثرة الفارغة إلى مرحلة ( ردح الحواري) ( وخناقة البياعين في سوق التلات) 

?عقلي لا يستوعب حتى الآن ما يحدث! 

اتهامات متبادلة وتطاول ( ومعايرة) بالأمراض والبيئات والمهن والحرف؛ ولم يتبق لنا سوى أن يضم كل مرشح مع أوراق ترشيحه سلاحا أبيض ( لزوم الدفاع عن النفس) كما يقولون!

? رباه ….أيحدث هكذا في اتحاد كتاب( مصر) الذي ضم محفوظ ، توفيق الحكيم، ثروت أباظة، يوسف السباعي …..

قامات سامقة، أعلام ورموز، بَنَّت هذا الوطن بالإبداع والكلمة المحترمة؛ لا بالصخب والضجيج

?تأمل معارك “كتاب مصر” قبل عصر (سوق التلات )ستجدها معارك فكرية، تنويوية، معارك بناء لا هدم، معارك تليق بهم وبزمنهم وبمصر أولا!

معارك عقل لا مكان فيها “لفتوات الحارة” وبائعي  الدجل والشعوذة   الذين يكسبون بعرق جبنهم لا بعرق جبينهم! 

?أي انتخابات يا سادة في مجتمع تم تغييبه فهو  لا يراك أصلا ، عينه وعقله ونجم حياته لاعب كرة قدم  وصوت ينعق هنا وراقصة تحتل شاشة تلفازك  ليلا ونهارا!  

?كنت أتمنى  أن ننشغل بأسئلة أخرى،بمعارك ،بمشكلات حقيقية لا وهمية: أين أنتم من المجتمع ومن الدولة من الحياة.. ما هوية هذا المجتمع،وما أسلحته التنويرية، لماذا تم تهميش المبدع، المثقف ؟لماذا أصبح المبدع على قيد الموت لا على قيد الحياة؛ بعضنا أحيانا لا يجد قوت يومه،يخاف من المرض ومن مشهد بحثه عن سرير في مشفى بعد واسطة أو شفقة !  

?لماذا لم يستعن الرئيس بالقامات الثقافية في بعض القرارات؛ ولماذا لا يفتتح معرض الكتاب ولم يعين مستشارا ثقافيا؟ لماذا  لم يدع الكتاب إلى افتتاح المؤتمرات والفاعليات الكبرى التي تليق باسم مصر لماذا ولماذا!    

?لماذا أصبح العمل الثقافي   عبارة عن ندوات  وأمسيات وأنشطة تمارس على الورق وفعاليات لا يحضرها سوى فرد أو اثنين؛  بينما يصل عدد من شاهد فديو تقطيع البصل ٢مليون وفديو سلق الكرنب ٣ مليون والقراقيش ٤ مليون وحفلات “الهضبة “ملايين لا تعد مثل ملايين أغنيات التكاتك

أي انتخابات يا سادة ترفعون فيها أسلحتكم البيضاء وكورونا جعلت العالم يودع بعضه بين ثانية وأخرى

 ?أخيرا…نعرف أن معارك مجلس الشعب تستحق كل هذه المعارك لأن “النايب” يقف على أعتاب “البيزنس “والاستثمارات والملايين ويصبح من علية القوم وسيدهم فماذا  إذن عن انتخابات اتحاد كتاب مصر ؟ بدلات ، سفريات، مؤتمرات سلطة معينة؟ لا أظن أنها مغرية وتستحق أن تحولك إلى بلطجي حارة “”أو بياع فهلوي” يعرض بضاعة بأي “أسلوب رخيص المهم يبيع ويكسب ويكيد الأعادي

?استريحوا أنتم الآن في بحر لجي وظلمات بعضها فوق بعض بين  غم كورونا  وهم الخوف على أهلنا وذاتنا..والله الحياة لا تستحق هذا الضجيج والعفن ومصر أكبر من كل هذا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى