معارضات
د. نزار بريك هنيدي-جراح وشاعر سوري
** إلى امرئ القيس **
أما أنا..
فما لَحِقتُ قيصراً،
ولم أكنْ أحاولُ الملكَ،
وما أردتُ عذراً بعدَ مَوتْ !
كلُّ الذي حاولتهُ
أن أحفظَ الجوهرَ
في تخييلِ صورةٍ،
وفي
إيقاعِ صَوتْ !
………………
** إلى الشنفرى **
ولي دونكم أهلونَ:
حرفٌ، ونغمةٌ
ورؤيا ، وإحساسٌ ،
و ما أتخيّلُ
ودنيا طيوفِ أحتمي بصفائها
من الزيفِ،
أبقى من هواكمْ،
وأجملُ !
……………..
** إلى عنترة **
لَمَعَ الثغرُ مثلَ برقِ السيوفِ
فتَوَلَّتْ عني سحائبُ خوفي
واستَبَدَّت بيَ الرغائبُ، حتى
خِلتُ أني
أذوبُ فوقَ الرصيفِ .
………………
** إلى طرفة **
ستبدي لكَ الأيّامُ ما كنتَ تعرفُ
وتلقي بكَ الأقدارُ فيما ستأنفُ
فعشْ مثلما تهوى, و لا تنتظرْ غداً
فليس سوى الأوحالِ
في الغدِ
تَغرِفُ !
………….
** إلى الأعشى **
ودّعْ !
فإنّكَ في العينينِ مرتحلُ
ولن تطيقَ رجوعا ً، أيها الرجلُ
فإنْ غَرِقتَ،
فقد نلتً المنى غرقاً !
وإنْ رَجعتَ،
فقد ضاقتْ بكَ السُبُلُ!
……….
** إلى ابن سينا **
هَبَطتْ على سطحِ الوِرِقْ
وَرْقاءُ أرهقها الأفُقْ !
فسألتها عن رحلةِ الإنسانِ،
أغضتْ،
ثمَّ قالتْ في نَزَقْ :
طينٌ
تقلّبهُ يدُ الأيامِ،
كي يشوى
على لَهَبِ القلقْ.
ويعود مجلوّاً
إلى الأصل الذي
منه انبثقْ !
……………
** إلى المتنبي **
ماذا لو أن الريحَ جَرَتْ
– يا صاحِ-
كما اشتَهَتِ السفنُ .؟
هل كانَ يُصالحنا الزمنُ ؟
…………
** إلى المتنبي ( أيضا ) **
ما لنا كلنا جوٍ ، يا صديقي
ضعتَ مني،
وضاعَ مني طريقي
كلّما انسابَ في القصيدةِ نهرٌ
جَفَّ
من قبل أن يبلّلَ ريقي .
………