نُطالِبُ النَّارَ، ألَّا تُشْعِلَ الحَطَبَـا

رهيف حسون_شاعر لبناني

أتَـقْـدِريــــنَ على مَنْحِ الهوى سَبَبَا
للعَيْشِ، إنّي سَئِمْتُ الحُبَّ مُنْتَحِبَا

عَانَيْتُ مِنْ حُبِّكِ المِدْوَارِ، ما اكْتَحَلَـتْ
بِهِ الليالــي احْتِـرَاقاً، والـمُـنَـى كَـذِبَــا

أكادُ ألَّا أرى للـحُـبِّ مَـأْثَــــرَةً
على كِلينا، كأنَّا نَطْلُبُ العَجَبَا

ما بالُ وَجْهِكِ، يُطْوَى مِثْلَ أشْرِعَةٍ
إذا تَـغَـشَّيْـتُـهَـا، تَـسْـتَـوْلِـدُ السُّحُبَا

ما الحُبُّ عنديْ، بِميرَاثٍ يُطارِدُني
كما الـقبيلـةِ، حتَّى ألـبَـسَ الـهَـرَبَـا

أكـانَ يُـوسُـفُ ضِـلِّـيـلاً لِــيَـقْـذِفَـــــهُ
حُبُّ النِّسَاءِ لهُ، في السِّجنِ مُغْتَرِبَا؟!

نَبِيْتُ والشَّكُّ، يَطْوينا بِقبْضَتِهِ
طيَّاً، وأجْسَادُنا تَصْلَى بنا لَهَبَا

تَعِبْتُ مِنَّا هروباً، هل تُرى أحَـدٌ
يُبْدِي اكْتِرَاثاً، إذا ما قَلْبُنا تَعِبَا؟!

كفـى ادِّعَـاءً بِأنَّا عاشِقَانِ، وهـلْ
مِنَ المَحَبَّةِ، أن نَسْتَثْقِلَ العَتَبَا؟!

آهٍ علـينـا.. وآهٍ مِنْ حَـمَـاقَـتِـنَـا
نُطالِبُ النَّارَ، ألَّا تُشْعِلَ الحَطَبَـا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى