رسائلي إلى مارغريت 9

صالح علي-كاتب وشاعر سوري

.

عمت مساءً يا مارغريت، لقد طال غيابك عنّي حتّى ظننت أنّك قد مُتِ، ثمّ تذكّرت أنّك ذات سبعة أرواح فأيقنت حياتك!
ولعلك تظنّين أنّ رسائلي قد تأخرت عنك، طمعًا في أن تكتبي لي ولكن هيهات!
أما علمت أنّي قطعت رجائي من كلّ بني الدنيا، وقد سمعت كلمة للشاعر محمد إقبال رحمه الله يقول فيها بما معناه أنزلت إحدى حوائجي ببعض البشر فحرمت مئة حاجة! . فعلمت أنّ إنزال الحوائج لا يكون إلا لله الذي هو مالك نواصيها ومفرّج كُربها، وأعترف لك أنّي قد أصبحت من المعتزلة، لا معتزلة الاعتقاد وإنّما معتزلة البشر، فلم يعد يطربني شيء من الشعر إلا أشعار أبي العتاهية، فقد جعلت لها وردًا غير قليل من وقتي، ولعلّي أحاكي بعضها في مقاماتي القادمة، وإنّي لعالمُ بشدّة شوقك لي ولهفة قلبك لسماع حروفي وقراءة خواطري، ولكن شغلتني الحياة عن الكتابة ولم أعد أجد وقتًا يساعدني لذلك! ولعلّ موجة البرد القارس الذي شهدتها هذه الأيّام هي أحد موانعي من الكتابه، فقد أجمدت الماء في عروقي والشوق في خافقي! ولولا اشتعال شرارة العشق الملتهبة في هذا الصدر الحزين، لطال سُباتي عن محادثتك والكتابة لك، ولولاها لما كتبت حرفًا ولا همست ببنت شفةٍ، فلها المنّة عليّ عليك
والسلام عليك ورحمة والله!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى