ميـســون

سعيد مصبح الغافري-اليمن

… وإنْ غـابَ صـوتكِ . ضحككِ عني
يُطلُّ كما المـوتِ وَجْـه السـكـونْ

يضـيقُ الزمـانُ . المكـانُ . الفضـاءُ
تصـير الجهات كهذي السجونْ

فما اليـومُ ؟! ما الوقـتُ إنْ مـرَّ بي ؟!
بدونكِ – ميسـون – صِـفـراً يكـونْ !!

وماذا النهـارُ ولا أنـتِ فـيـهِ ؟!
بـلا أيِّ طـعـمٍ ولا أيِّ لـونْ !!

وما اللـيلُ إنْ فـاضَ دون ضـياكِ ؟!
بدونكِ أعمى كـثـيرَ الشـجونْ !!

أراكِ كبُـشـرىَ . كـعـيدٍ . كشِـعـرٍ .
كـرسـمٍ . كمـغـنىً بعـذبِ اللحـونْ

كظِـلٍّ رؤومٍ . كدربٍ تضـاءتْ
لخـطـوٍ أكـيدٍ وفـوق الظـنونْ

فإنْ عـدتِ بعد غـيابٍ طـويلٍ
ولاقـاني منكِ شَـذَىَ ميسـلـونْ

حضـنـتُـكِ بالشَّـوقِ أوْبَ إنتظار
وبسْـتُ بحُـبٍّ عَـمـيقَ العـيونْ

وقلـتُ بكلِّ جُـموحِ الصَّـدَىَ :
أحـبـكِ جِـدًّا لأقـصىَ جُـنونْ

هنا اليوم أنـتِ على قـاب قـوسٍ
” تـيـافـا ” صـداكِ : غداً عـائدونْ

هنا اليوم أنـتِ ؛ عـبـيرٌ يطـوفُ
وهَـمْـسٌ يُـرىَ بـين كـافٍ ونـونْ

فـأنتِ الحـياة ونـبـضُ الوجـودِ
وجـنةُ ذي الأرضِ لـو يعـلـمونْ

ورغـمَ الصـعـابِ ورغـمَ العِـدا
وما يُـبـطـنـونَ وما يُعـلـنـونْ

مَـعـاً يـا حـيـاتي سَـنَـبـقىَ هُـنا
لـنا الأرضُ والنخـلُ والزيـزفـونْ

سَـنـبـقىَ نُعـاندُ طَـيـش الرصـاص
سَـنـبـقىَ وإِنَّـا هُـنـا صـامِـدونْ

نُجـدِّدُ بالـروحِ عـزمَ الفِـداء
ولا يـأسَ فـيـنـا ولا يحـزنـونْ

فـلا تـقـلـقي إِنْ تـأخـرَ فجـرٌ
سـيـرحـلُ ذا اللـيـل إذ يرحـلـونْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى