العبد الصالح

عقيل حاتم الساعدي-شاعر عراقي

لن تستطيعَ معي يا صاحبي صبرا
وما أحطتَ بما عُلِّمتهُ خبرا

فلا تسلْ عن أمورٍ لستَ تدركها
واصبرْ سأحدثُ في توقيته ذكرا

إنْ شاءَ ربّي تراني صابرا فطنًا
ما شئتَ فافعلْ فلنْ أعصي لكَ الأمرا

حتى اذا ركبا في الفلك أعطبهُ
من دون ذنبٍ وسرّا بعدما عبرا

فقال موسى مقالا قبل موعدهِ
قد جئتَ شيئا قبيحا ظالما إمرا

حتَّى إذا أمسيا في قريةٍ سألوا
لم يطعموهم ولم يسقوهم الخمرا

تبني الجدارَ بلا زادٍ ولا ثمنٍ
لو شئتَ تأخذُ من أصحابهِ أجرا

اقرأ كتابي ولا تجهلْ كما فعلوا
جعلتُ من دمع عيني للورى حبرا

حتى إذا لقيا طفلًا كما قمرٍ
أراك تقتلهُ يا صاحبي غدرا

لن يقبلَ اللهُ ظلما في شريعتهِ
سفكُ الدماءِ بدا في ناظري نكرا

ألمْ أقلْ لكَ صبرا وانتظرْ خبري
ولستُ أعطيك في إلحاحكَ العذرا

هذا فراقي ولن تمضي معي أبدا
إليك تاويل ما لم تستطعْ صبرا

من نال في سعيه رشدا ومعرفة
لا يلق قي سيره نحو الهدى شرا

أمَّا الغلامُ لهُ أهلٌ بهم ورعٌ
وسوفُ يرهقهم بعد الصبا كفرا

أمَّا الجدارُ لايتامٍ وما رَشَدوا
أبوهما كَنزَ الاموالَ والتبرا

أمَّا السفينة رغم الخرق ما غرقتْ
لأنَّها عزفت عن دربها قهرا

خشيتُ إنْ أبحرت أن لا تعود غدا
وخلفها ملكٌ لا يرحم الأسرى

سيجعل الله اسبابا ويصلحها
تعود في سعيها في رحلة اخرى

ما كل من سمعَ الأمثالَ يدركها
إلا الذي قد غدا في علمه حَبرا

لأنه قد رأى برهان خالقه
ولم يدع عينهُ رُغم الدجى حيرى

اعطاهُ فكرا ولم يعجل لموعده
فالسير يصنع من عين الرؤى فكرا

آياتُ خالقنا كالكونِ في سعة
وضاق في فهمنا حتى غدا شبرا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى