نقد وتحليل بقلم أحمد دحبور / فلسطين / لنص بسمة الألق / اليمن

#أكان #حباً ؟
بسمة ألق……………

على غرة ـ أو هكذا خيل إليه ـ افتتح وحدته على موجة الحب كده . كم كانت تعشقها تلك المتمردة.
في زحمة عينيها كانت تتوه كل مقدساته،
من الذي شيد من أصداف وجنتيها بيتاً،
وأقام صلاة الشروق كل ليلة على ضفافها؟
ضحك، بينه وبين نفسه،يالي من عاشق مجنون،
فماذا لو أننا التقينا؟!
تلعثم هاجس بين دمعته ورنة كلثوم.
أتلتقي الأشواق في غمغمات المطر؟
مظلة الليل لا تخفي زفرته المخنوقه.
اعتدل في جلسته،اخذ من ظلها الساحرنفساً عميقاً ،
مشط شعور قلبه،وكأنه على موعد معها، وغاب في حديقة صوتها الآتي مع النسمات.
أغنيتي الليلكية كيف تمدين اشتهاءات عطرك عبر مسافات الوجع؟!آه يا تسبيحتي البكر،يا طفلتي المدللة!
كيف لهذا العالم أن يكون قاسياً إلى هذا الحد؟!
يضعون القلب في ميزان المال.
كيف ستمنحها الحياة وصوامع غلالك فارغة؟
صوت دهس ألحانه، كقطار خرج عن مساره.
كيف لتوسلاتها أن تشفع لقلبين لا يملكان من حطام الدنيا إلا العهد الأليم؟
كرهت أن تكون كالتي نقضت غزلها،
كيف تكون مثلهاوأوركيد قلبها يتنفس عشقا؟
تحملي حبيبتي، بين عشية وضحاها كل شئ سيكون على ما يرام ـ هكذا كان يطمئنهاـ ولكنه في قرارة نفسه يعلم أنه بلا حيلة، وأن خربشات أظافره على صخرة الأيام لن تمنحه صك اللقاء . تنبه لنبضة تتألم في أعماقه،توسوس له،
أيكون لقاءاً مؤجلا؟؟
تبسمت تنهيدته، ونفض عن ملابسه وعثاء اليأس، وأغبرة الليل وسارع الخطى، كأنه يسابق ظله ؛ عله يلمح طيفها من خلف بلور نافذتها، أو تلفحه ضحكات قرنفلاتها.
وقف قلبه،وشخصت أنفاس روحه، وأزاح ضمادة الجرح.
من هؤلاء؟وما هذا الضجيج اللعين؟
أرسل عينيه ألى المدى ونبضه لا يستطيع تحمل كسرة حلم،وأطنان فاجعة. إنها هي بفستانٍ أبيض من الدنتيل الفاخر،كصورة رسمها في مخيلته، ذات خلوة،
وشعرها الكستنائي كم يبدو غزير الحزن.
يكاد يسمع رفيف نبضها يتشظى نارا ودمع.
نجمة منطفئة ،هكذا كانت.
عقد نافذ وبجرة بطش صمتت ابتسامتها للأبد.
لم يتمالك نفسه،صرخة موؤد هزت عرش الغيم.
سحب صرة أحلامه ؛يسمع أنين أندائها على أرض الواقع.
فر من كل هذا الضجيج، هائم ظل شراعه بين البحور،
توغل في فلاة الموت، وجلس على مائدة الأرق؛ يقشر العمر على مهل، غير آبه بلجام الوقت المتآفف من رطوبة جدران الذاكرة. وغاب دهراً في كهف ضلوعه المسحوقة،
تاركاً صداه في السماء!
يصرخ في الأرض كان حباً ليس إلا…….

#بسمة #القائد
#اضاءة #نقدية #في #نثرية
#أكان #حباً…؟! للكاتبة اليمنية #بسمة #ألق
كرهت أن تكون “كالُتي نقضت غزلها”
السؤال هنا يشكل مفتاحا سيميائياً مبدئيا في قراءة هذا النص السردي، فالسؤال هنا يفتح النص لسياقات جديدة – وهي التركيب السياقي للنص- فنحن هنا ازاء نص فتوح متداخل ما بين القص والشعر ينصهر في تجربة الوعي وكباقي النصوص الحديثة التي تتداخل مع مختلف الفنون الادبية ياتي هذا الدفق السردي كحالة حلم – اذا صح التعبير- جمالي لا ينضج في التو، ولكن يسبقه تجارب وانفعالات ومواقف ورؤى تمتحن وتسرد وتختزن وتتخيل وتتأمل وكما قال باشلار “ان لغة الشعراء يجب أن تدرس كما تدرس لغة الارواح” وهذا النص الذي بين يدينا حقا يجب ان يدرس ويدخل في مناهج اللغة العربية لما يحتوي على خصوصية في الاسلوب والجمال وفي البنية اللغوية والتعبيرية وفيما يكتنزه من وسائل فنية وجمع بين الابجاز والمجاز وبين الاضاءة والترميز والمفارقة عبر لغة رشيقة وحيوية مباغتة تصعد بنا الى ذروة الشهقة والدهشة وترفض أن تقع في قبضة التجريد
جمل رامزة، ومجازات كامنة وشاعرة ورؤى قلقة تشير ولا تفضح هذا الموروث والتابو الذي يخرب مسار الاحلام بعد ان نسجت خيطا ..خيطا وتعود لتنقض غزلها هنا اشارة لقصة ذكرها القرأن الكريم واستطاعت شاعرتنا ان توظفها لتعبر عن دلالات عالمها وسردها الذي قصته علينا بلغة طازجة و صور مبتكرة.. نعم كلما قرأنا ل بسمة ألق نحن امام كاتبة مختلفة لها لغتها وتعبيرها الخاص واداءها الكتابي الذي مجرد أن يقرأه القارئ الذي سبق وقرأ لها يقول هذه روح بسمة القايد حيث الطفولة والحلم والرؤيا الراكضة والمتسارعة عبر الأزمنة، تربط بين القديم والجديد،، وملفت في هذا النص استدخدامها لفنية تعدد الاصوات فهنا راو رئيس وراو مختفي وشخوص وامكنة وازمنة وكاننا في فضاءات قصة محكمة صيغت بشاعرية متقنة ومحلقة فالذات الشاعرة ليست وحدها التي تحلم ؛ بل الكلمات ايضا تحلم اذ تنفجر جملة من الدلالات النصية داخل سياقات النص معتمدة على استدعاء ذاكرة جوانية في النص عبر تناص مع الايقاع والموسيقى وصوت ام كلثوم ليمشط شعر قلبه ويزهر حديقة صوتها وتفتح اصداف وجنتيها ويصلي صلاة الشروق كل ليلة على ضفافها ..ما هذه الشاعرية وهذه الاستعارات والمجازات والصور المبتكرة يا بسمة..؟ تباً لكل من وأد احلام الحب ودام قلمك يانعاً بالحب والجمال.
احمد محمود دحبور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى