ليس غريبا

نداء يونس | كاتبة وشاعرة فلسطينية

خيال يكفي الشاعر،
لا ليقول ..
بل ليمارس توازنا من نوع خاص
تماه في الآخر اللافيزيائي
أو ليقول

شيئا عن قسوة الغياب.

الحب صورة وسيبقى،

– أنسخ على قولة باشلار في الموت –

لكنها النُسَخ،

التي “فيها أكثر مما في الأصول”

حصان بري في دمي

حفظ الصهيل ودروب البراري

وعندما فتحت فمي

غاب.

أليس غريبا

أن تخرج من جسدي غابة من البطم وأشجار الكرز

والصفصاف

وتسلم على خشب الأسرة

والأبواب

ثم تعود حبوا كأنها تخاف!

العالم خلف النافذة

والمعاني أسماك في الأنهار التي يعطبها الاتجاه

العالم خلف نافذة

ونشتري الإطار.

المفردات لحد .. أي مشابهة

بين المقامات التي من حجر

أو من حروف،

الأرض قاموس للجثث

أي مشافهة بلا دهشة

والكلمات

محنطة لا تصلح لاستخدامها سقالات

لترميم أبراج اللقالق

أو أعشاشا للطيور التي تأتي من الغيب بيضاء … بيضاء

لن يفرق سائح بين الغرف والحروف

سيقيم في أي منها

المهم أن يدفع أجرة قليلة

بعد عبور ضحل في الهواء

وكما إنه لن يميز خفاش

بين الوجه والقناع

أو رصاصة

بين الإسفلت والتراب

سيقول أحدهم

إن القصائد محض انتقالات بين جمناستيك اللغة

والحياة

تماما، وكما يبصق صبي تاجر الروبابيكيا

على سجادة من عصر الباروك.

يعلق الصحرواي عباءته على سنام

أو على عود

كان هذا أقصى ارتفاع للمقال

ثم يقول كلاما لا يعني أحدا

عفوي

موزع على مسلات الرمل التي تقيم ألفة

بين العمودي والأفقي

ألفة لغوية على الأقل

يستخرجها ساحر من جيبه

ويهجس بها للقواقع وعظام الذئاب

والقرب

والملح

والفوضى

والمصادفات

ولباقة الخوف والخرف

فتصبح مقاما للأبدية،

وكما يتبادل الكستناء مع ضيف على نار للعشاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى