رثاء زوجتي

الشاعر عمر الهنداوي

في رثاء زوجتي الحبيبة أم محمد…
توفيت في أول أيام عيد الفطر…
بعد شهر وستة أيام من ذكرى مولدها الخامس والخمسين

قالوا تَصَبَّرْ فإنَّ الموتَ لا يذَرُ
كيفَ التصَبُّرُ هل في خافقي حجرُ

فارَقْتِني بعدما قد عضَّني زمَني
واحدَودَبتْ قامتي والشيبُ مُسْتَعِرُ

فاليومُ عَتْمٌ كأنَّ الشمسَ كاسفةٌ
أمّا الليالي فأخفى ضَوءهُ القمرُ

مُذْ غِبْتِ عنّي يحارُ الدمعُ في مُقَلي
يُغْضي ولكنْ إذا ما جاشَ ينهمرُ

ما كِدتُ أنْهي قصيدي يوم مولدِها
حتّى أتاني بموتٍ عاجلٍ خبَرُ

ما كان قلبي لِيَنسى حُبَّها أبدًا
فيهِ استَقَرَّتْ وهذا العطرُ والأثَرُ

يا مهجة القلبِ قد فارقْتِ مُسْرِعَةً
لو كان يُرجى فداءٌ فالفدا العمُرُ

لكنّهُ قدَرٌ يُجريهِ مقتَدِرٌ
والكلُّ مُرتَحِلٌ لا ينفع الحذرُ

يا ربُّ واجعلْ ثراها روضةً وقِها
من حرِّ نارٍ إذا ما النارُ تَسْتَعِرُ

عليكِ منّي سلامٌ كلّما طلعَتْ
شمسٌ وألْوى بأغصانٍ له الشجَرُ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى