جمِّلْ كلامك بالقرآن ( 3 )
أ. د. هدى مصطفى محمد | أستاذ المناهج وطرق التدريس – كلية التربية – جامعة سوهاج
هناك بعض العبارات والأقوال التي نجد أنفسنا نرددها في بعض المواقف، وهذه الأقوال قد تكون أمثالاَ شعبية، أو أقوالاُ مأثورة والأجمل أن تكون آيات قرآنية أو أحاديث نبوية. وترديدنا لهذه الأقوال يأتي في سياقات لغوية مختلفة، ويأتي دائماً لتدعيم ما نقول بأدلة واستشهادات. ونأمل دائماً أن نكون موفقين في اختياراتنا لهذه الأدلة، لتكون مناسبة للسياق، ولعل أول طرق التوفيق هو التعرف إلى المعاني الصحيحة لهذه الأدلة وسياقاتها أو مناسباتها .
ومن هنا جاء هذا الطرح للآيات القرآنية التي يكثر استخدامها في أحاديثنا وكتاباتنا لنتعرف سياقاتها أو مناسبة نزولها وفي هذا إعادة نظر للحكم على صحة استخدامنا إياها، فقد يتحقق تصحيح فهم لدى البعض ، وكذلك إدراك لمدى ما نستخدمه من القرآن في أحاديثنا وقد تكون بداية للإكثار من ذلك فنجمل أحاديثنا بالقرآن، كما أن معرفة المعاني ستزيد من إدراكنا لكثير من السور التي نقرأها وبذلك يتحقق عنصر من عناصر التلاوة الشرعية وهو التدبر في معاني ما نقرأ ، ولعل الفهم لبعض الآيات ييسر التلاوة ويحببنا فيها ويعين على الحفظ لمن أراد؛ فالفهم من العوامل المهمة التي تساعد على حفظ القرآن والارتباط به.
ونستكمل ما بدأنا من قبل ومعنا آيات اليوم من سورة النساء: قال تعالى ” يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ “ النساء / 11
تعد هذه الآية والآية التي بعدها والآية التي ختمت بها سورة النساء هن آيات علم الفرائض، وفي هذا أمر بالعدل في الأولاد، ففي الجاهلية كانوا يجعلون جميع الميراث للذكر دون الأنثى، فجاء أمر الله بالتسوية بينهم في أصل الميراث، ثم جاء التفاوت فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين لاحتياج الرجل إلى مؤنة النفقة والكلفة والتكسب وتحمل المشاق فتناسب مع كل هذه المهام أن يعطى ضعف ما تأخذه الأنثى.
وهنا ينبغي الإشارة أن الذكر لا يأخذ الضعف في جميع أحواله لجنسه لكونه ذكراً، ولكن حسب منزلته فقد تكون الأنثى هي الابنة الوحيدة فلها النصف ، ولا يتسع المقام لتوضيح هذه الأنصبة في المواريث، ولكن السياق هنا أن استخدام هذه الآية لا يكون إلا في المواريث ، أما ما يميز به الآباء أبناءهم على بناتهم في الإنفاق استناداً على هذه الآية فهو نوع من التضليل وتحميل الآية معنى ليس فيها. قال تعالى :” فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ” النساء / 19
تأتي هذه الآية في سياق النهي عن جعل المرأة ميراث كالمال،” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ” فقد كان في الجاهلية إذا توفي الرجل يرث امرأته من يرث ماله، وكان يعضلها حتى يرثها أو يزوجها من أراد. وكان بعضهم يسيء صحبة المرأة حتى يطلقها ويشترط عليها أن تنكح من أراد وأن تفتدي منه ببعض ما أعطاها . فجاء النهي عن ذلك. وقال ابن جريج: نزلت هذه الآية في كبيشة بنت معن بن عاصم بن الأوس توفي عنها أبو قيس بن الأسلت فجنح عليها ابنه فجاءت الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله لا أنا ورثت زوجي ولا أنا تركت فأنكح . فأنزل الله تعالى الآية وفيها نهي عن ذلك.
أما قوله تعالى ” فإن كرهتموهن” أي عسى أن يكون صبركم في إمساكهن مع الكراهة فيه خير كثير في الدنيا والآخرة . وقال ابن عباس : هو أن يعطف عليها فيرزق منها ولداً ويكون في ذلك الولد الخير. فالخير المقصود هنا الولد . والآية تأتي في سياق من كره زوجته وليس له مع ذلك ميل إلى غيرها ؛ ولذلك جاء البيان لطرف واحد وهو الكراهة مع وجود الخير ، وهو بخلاف ما جاء في سورة البقرة الذي فيه بيان ومقارنة بين الحب لما قد يكون شراً ، والكره لما قد يكون خيراً.
وتستخدم هذه الآية بمعناها الصحيح ، ويرى البعض في هذه الآية السلوى في الصبر على الزوجة حتى وإن كرهها لأسباب شتى فقد تكون مصدراً للخير له في توسعة رزقه في المال والولد ، بخلاف الخير الكثير الذي يكتب له لامتثال أمر الله في الإحسان وحسن المعاشرة مع الكراهية. قال تعالى:” وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا ” النساء / 28
جاءت هذه الآية في سياق التخفيف في الشرائع والأوامر والنواهي ” يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ” وتناسب التخفيف مع الضعف في النفس والضعف في العزم والهمة. وقيل أنه في أمر النساء فيذهب عقل الرجل عندهن . ويذكر في هذا السياق ما دار ليلة الاسراء والمعراج حيث قال موسى عليه السلام لنبينا : ماذا فرض عليكم؟ فقال أمرني بخمسين صلاة في كل يوم وليلة. فقال له : ارجع إلى ربك. فأسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك فإني قد بلوت الناس قبلك على ما هو أقل من ذلك فعجزوا، وإن أمتك أضعف أسماعاً وأبصاراً وقلوباً . فرجع عشراً ثم رجع إلى موسى فلم يزل كذلك حتى بقيت خمساً.
ويأتي استخدامنا لهذه الآية صحيحاً ، فنرددها عند شعورنا بعدم الاستطاعة في الاجتهاد بالطاعات وغيرها من الأعمال فتكون لتسلية النفس بأن هذا لا يرجع لخذلان أو عدم جد ولكنه يرجع لطبيعتنا البشرية التي خلقنا الله عليها وهي الضعف. قال تعالى:” لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا “ النساء / 32
عن مجاهد قال . قالت أم سلمة: يا رسول الله يغزو الرجال ولا نغزو ولنا نصف الميراث؟ فأنزل الله تعالى : ” وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ” فهي نهي عن تمنى ما للغير، وفي تمنى النساء أن يكن رجالاً فيغزون.
وقيل أن المراد في الآية الميراث ، ثم جاء إرشاد الله للناس لما يصلح أحوالهم ” وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ” . فالتمني لا يجدي ولا يفيد ولكن أن يسأل كل واحد أن يعطيه الله من فضله . قال صلى الله عليه وسلم . سلوا الله من فضله فإن الله يحب أن يسأل، و إن أفضل العبادة انتظار الفرج.
ويأتي ترديدنا لهذه الآية وما بعدها في السياق الصحيح وهو عدم التمني لما في يد الغير وأن نسأل الله العطاء فهو العليم بمن يستحق فيعطيه على قدر استحقاقه من الدنيا والآخرة بتمكينه من أسباب هذا العطاء. قال تعالى :” الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ” النساء / 34
ذهب ابن كثير أن الرجل قيم على المرأة فهو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا أعوجت وغيره من الآراء التي اعتمدت في معظمها على أحاديث موضوعة ، أما الشيخ الشعراوي فيرى أن في معنى القوامة القيام على مصالح المرأة سواء هذا الرجل أباً أو أخاً أو زوجاً وفي ذلك تكريم للمرأة فقد ترك الشقاء والعناء للرجل وهو مؤهل لذلك. أما المرأة فكرامة لها وصون لأنوثتها وعدم إهانتها فلها العطف والحنان والرحمة .
ويأتي سياق الاستخدام لدى البعض إلى ما عرضه ابن كثير، و هناك من يشرط هذه القوامة بالإنفاق فالآية تشير إلى ذلك “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ” ، وقليل من يرددها في مجال تكريم الإسلام للمرأة. قال تعالى:” إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ” النساء / 58
أمر الله بأداء الأمانات إلى أهلها وفي الحديث ” أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك ” وهذا أمر عام في جميع الأمانات الواجبة على الإنسان المادية والمعنوية فالخيانة تكون في الدين ، والعلم ، والحق ، والنعمة وكلها أمانات معنوية ، ومنها حقوق الله عز وجل على عباده من الصلاة والزكاة والصيام والكفارات والنذور وغير ذلك . ومما هو مؤتمن عليه لا يطلع عليه العباد. ومن حقوق العباد بعضهم بعضاً كالودائع .. وغيرها .
وقيل في سبب نزول الآية أنها نزلت في عثمان بن طلحة قبض منه رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة فدخل الكعبة يوم الفتح . فخرج وهو يتلو هذه الآية فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح وقال هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم وفاء وبر . وهذه الآية حكمها عام فقال ابن عباس : هي للبر والفاجر فهي أمر لكل أحد.
والاستخدام الأكثر لهذه الآية في الحقوق المادية للعباد بدون إشارة إلى الحقوق المعنوية كالعهود والنصيحة والعلم ، كما أننا لا نستخدمها في حقوق الله عز وجل وهي الأولى بالرعاية والأداء فعلينا نشر مفهوم أداء أمانة الله علينا في انتهاج نهجه بإتباع أوامره وتجنب نواهيه. قال تعالى :” لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ” النساء / 148
جاء أن المقصود من هذه الآية الترخيص لمن ظُلم أن يجهر لظالمه بالسوء، فهو دفاع عن النفس، وقد ورد عند البعض أن في هذا شفاء للغضب ، حتى لا يلجأ إلى البطش باليد.
قال ابن عباس في الآية : لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلوماً ، فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه. وإن صبر فهو خير له.
وعن مجاهد قال أن هذه الآية : هي في الرجل ينزل بالرجل فلا يحسن ضيافته فيخرج فيقول أساء ضيافتي ولم يحسن . فقال صلى الله عليه وسلم أي مسلم ضاف قوماً فأصبح الضيف محروماً فإن حقاً على كل مسلم نصره حتى يأخذ ليلته من زرعه وماله “
وفي هذه الأحاديث وجوب الضيافة ،ولعل هذا ما وراء ردنا على الضيف عندما يستثقل ضيافته فيكون الرد ” هذا واجبك وحقك” .
وبذلك يمكن القول بأن المعنى الشائع أن نتكلم ونقص من الأحاديث والأقاويل السيئة ونعده من الجهر بالسوء هو وجه واحد للتفسير ، وهناك من يرى أن المقصود الدعاء على الظالم , وقد اعتد من السوء في القول، وفي هذا الوصف للدعاء تنفير للنفس البشرية من هذا القول، وقد اختتمت الأية بقوله تعالى: ” سميعاً عليماً ” فالله سميع لكل شيء لا يتطلب الجهر كما أنه سبحانه وتعالى عليم بما وقع على المظلوم . وتشير الآية التالية أن العفو عمن أساء أولى ذلك أن من صفاته سبحانه وتعالى العفو بعد القدرة . والله أعلم
ويصح هنا التنويه أن المحبة والكراهية تستحيل حقيقتهما على الله سبحانه وتعالى ، لأنهما انفعالان نفسيان يرتبطا بالاستحسان لأمر حسن ، والاستنكار لأمر قبيح . وبذلك فالمراد المناسب للإلهية ، الرضا والغضب أو بالنظر إلى الأحكام والقواعد فيكون الحكم بالمكروه فالقول ” لايحب /يفيد معنى الكره ومنها ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم ” إن الله يرضى لكن ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاُ .. يكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ” وهذه من الأمور مابين المحرم أو المكروه. قال تعالى :” أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ” النساء / 82
جاءت هذه الآية في سياق الحديث عن المنافقين والكفار واستمرارهم على ما هم عليه من الإنكار ، وفي ذلك دليل على قلة تفهمهم القرآن، وضعف استفادتهم ، وعبرت الآية عن ذلك في استفهام إنكاري للتوبيخ والتعجب منهم وبذلك تحمل الآية أمراً بتدبر القرآن ، وتفهم معانيه ، وتحمل الآية إخباراً بأنه لا اختلاف ولا اضطراب ولا تعارض لأنه منزل من حكيم حميد ، فلو كان مفتعلاً لوجدوا فيه اختلافاً واضطراباً وتناقضاً كثيراً.
و تستخدم الآية في سياقها الصحيح وفي الحث على تدبر القرآن ، وإثبات أنه لا يأتي إلا منزلاً من الله الواحد ولو كان من غير الله لوردت اختلافات وهذا مالم يكن. قال تعالى :” وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ” النساء / 86
التحية هي دعاء الحياة ، والمراد هنا السلام ، وهذا يعني أنه إذا سلم عليكم المسلم فردوا عليه أفضل مما سلم أو ردوا عليه بمثل ما سلم . فالزيادة مندوبة، والمماثلة مفروضة . وروي أن رجلاً سلم على ابن عباس رضي الله عنهما . قال السلام عليكم ورحة الله وبركاته ، ثم زد شيءاً فقال ابن عباس إن السلام ينتهي إلى البركة .وهذا يعني أنه لازيادة في السلام بهذه الصورة ولو شرع أكثر من ذلك لورد عنه صلى الله عليه وسلم وزاده.
ويرى البعض أن هذ الآية معطوفة على سابقتها ” من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب ومناسبة العطف هي أن الشفاعة تقتضي حضور الشفيع عند المشفوع له. وأن أول بوادر اللقاء هو السلام ورده. فهنا تعليم للمسلمين أدب اللقاء في الشفاعى. وكان للشفاعات عند العرب شأن عظيم.
وإذا كان المسلم عليهم جماعة فوجوب الرد وجوب كفاية. أي إذا رد واحد من الجماعة اجزأ عنهم..
وفي إلقاء السلام نبدأ بالسلام فالعرب لاتقدم اسم المسلم عليه المجرور بعلى إلا في الرثاء فلا نقول عليك السلام ، أما التقديم لقوله عليكم في الرد فهو للاهتمام وتستخدم هه الآية في سياقها الصحيح. قال تعالى ” أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَة ” النساء / 78
هذه الآية تؤكد على حتمية الموت فالجميع صائر إلى الموت لامحالة ، كما في قوله تعالى ” كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ” الرحمن / 26 وقوله ” كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ آل عمران / 185 وقوله ” وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ” الأنبياء / 34 فالحذر لايمنع الموت وقيل المشيدة كما قال تعالى ” وقصر مشيد ” وقيل بينهما فرق فالمشيدة بالتشديد هي المطولة ، وبالتخفيف هي المزينة
وجاءت هذه الآية في سياق الحديث عن القتال ، فقد كان المسلمون في بداية الاسلام مأمورين بالصلاة والزكاة والصفح والعفو عن المشركين والصبر إلى حين ، وكانوا يريدون القتال فلما اشتد عودهم ومكنهم الله وصارت لهم دار ومنعة وأنصار في المدينة جاء الأمر بالجهاد ، فجزع بعضهم وخافوا المواجهة فقالوا لولا تأخر فرضه فنزلت الآيات للتسلية لهم عن الدنيا والترغيب في الآخرة ” أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً ” . النساء / 77
وللحديث بقية ،،،