في رحم الليالي

فوزي البكري| فلسطين

كأنِّـي حين ضـاجعتُ الليالي

قـذفتُ علـى مشافـرها سبابا

***

حملـنَ ففي حشاياهـن مني

جنين الغيظ يضطربُ اضطرابا

***

جعلـن الانتقـام لهُـنَّ شغلا

إذا خيَّمـنَ أشهـرنَ الحرابـا

***

تصوبـها فيجـمعها شغـافي

ويجعل في الفـؤاد لهـا جرابا

***

لأني لم أطـعْ للدهـرِ أمـراً

ولَـمْ احسبْ لعاقـبـةٍ حسابـا

***

ولم أطلبْ من الأفّـَاك عونـاً

ولم أطـرق على المغرور بابا

***

إذا ألقيـت في بحـر شبـاكي

َلِفـْنَ كـأنَّ للأسـمـاكِ نـابا

***

سخوتُ بكلِّ شيء غيرَ أنـي

حفظتُ كرامتي مـن أن تـُعابا

***

شربتُ من العواطف كلَّ كأس

فكـان الحـبُّ أعـذبَها شرابـا

***

كأنـي لا فـؤادي ذابَ حبـاً

ولا عقلي بكهف الكـون غابـا

***

ولا أهديـتُ غانيـةً خيـالي

فطـارتْ في جوانبـه عقـابـا

***

ولا أسمعتُ ظامئـةً كـلامـاً

أسال  على مشـاعرها اللعابـا

***

ولا دغدغتُ بالاشعـار نهـداً

ترقـرق حـولَ حلمته رضابا

***

إذا عبث القريض بناي وجدي

نفحت الكـون الحانـاً عـذابا

***

يـزول بها عن الآذان وقـرٌ

فتعـشقهـا، وما كانـت طرابـا

***

مـزيداً يا ثكالى النور حقـداً

وضـرباً دون آمـالي حجـابـا

***

فإنِّـي فوق إيماني وصبـري

حشـدت لكـن أطباعـاً غضابا

***

جلوت بها عن الظلمات مكراً

فـألقـتْ عـن ملامـحها النقابـا

***

وفي أعمـاق آهـاتي شعـاع

يعـزُّ علـى الكواكـب أن يُـذابا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى