قلادة
نداء يونس | فلسطين
الثيران لم تكن قوية بما يكفي
لم يكن لديها صبر على احتكاك المحراث برقابها
لم تعرف كيف تتجنب كسر الشجر
لم تستطع أن تقف على قدميها
عندما طلبت إليها أن تحرك الساقية
ولم تكن تعرف طريق البيت
لكنها كانت تٌقصًفُ بأسنانها الكروم.
الثيران التي لم تتعلم شغل الفلاحين في حقول روما
ولم تغص أقدامها في حقول الأرز
ولم تصعد السفوح كالوعول
وتحب النوم في الظهيرة
كانت تعرف فقط كيف تجرح بشرة الأرض.
الثيران التي اشتريتها من المحاربين في آسيا
كانت رشيقة ومُغبَرة
ولا تعرف كيف تسير طويلا في طرق مجهولة
دون أن تجر المستقبل في عربات الجند.
الثيران التي تقف تحت أقواس العقود في ريف الجنوب
التي تنام في الظهيرة
التي تلوك القش كما لو أنه لن ينتهي
التي تنظر بتثاقل إلى النساء اللواتي يرفعن سجاد البيت
لا تعرف كم نجمة سقطت خلف قبو الزيت.
الثيران التي حرثت الحقول في سبسطية وجدت في أظلافها حين انتهت
قلادة كنعانية
ورمتها في التراب !