معتقةٌ اللحيةُ ترتجف
مفتاح البركي | ليبيا
أنا لا أهذي
بعضٌ من بعضي
تمرد علي
أشعل المصابيح الطرية
حرر الزقزقة من سجنها
و رد لليل شجنُ العواء ..
وجدتني أكثر جنونا
أدلُ الغواية على الشعراء
و أنا أرتشف نييذكِ المعتق
مُرتديا
غطائي الصوفي
أجفف لثغة الظمأ تحت الشمس
أستطيع قطف النجوم
كسر الأهلةِ كلها
أن أتخلى عن كل شيء
سوى إنني لا أستطيع أن أهجر
الليل و الجنون
و النبيذ و العواء !
كأي مجنونٍ جميل
يحلم بالغرق اللذيذ
مرتديا جبة المطر
يشدو بالبحر و يربي جرة النبيذ
بأدعية الدراويش
عندما حاولت أن أشرح للوهم
حقيقة الحلم
انفجر ضاحكاً حد البكاء !
كان يمد لسانه
ليلعق وجه الليل
يشرب نخب خذلانه
و نبيذ مراثيه المعتقة بخيبة
الدمع المتقدس في منفاه ،
ظل يرسم
على خاصرة الشمس
نشيد اللون الضائع في متاهة
شهوة المحو و عش الخديعة ،
منذ البارحة
و أنا أفتقدك دفعةً واحدة
ألوذ بركنٍ دافيء في محراب
شيخوختي لعله يجيد اختزالكِ !
و قبل أن أعلن
عليكِ نزق الوجد
ها أنا أسقط مغشياً عليكِ
بطفولةٍ أخشى علينا منها
فصارت تراودني كلما مر عطركِ
تسترق القصيد و العويل
و تنبري
في تقاطيع الظلام بشاعرٍ
اتخمت رؤاه بالصهيل
في العراء ..!
لم أغتسل
منذ قرابة ألف عناقٍ و نيف
من رائحة قصيدةٍ معتقة النبيذ
تحت إبط وردة لم تنم
منذ سفر اليمام و بكاء الأنبياء ..
أنا الدرويش
المستهل من اللثغةِ المطمئنة
ما زلت ألملم نمش الزعفران
بأصابع من شمعٍ و نار
فوق لجة التوق
هارباً من لعنة السنابل المتنهدة
فوق حقول المراثي !
ظننت أني
ظافرٌ بكِ في متاهة الحلم
حين وجدتكِ جمراً من غياب
حافياً و عارياً
يكبر الطفل بداخلي
فقط يراني بلا عكازٍ
عجوز يغني و اللحية ترتجف .
26 / يونيو .. حزيران / 2020 م