ذرات!

ياسمين كنعان | فلسطين

ردا على سؤالك – ولا أعرف إن كنت في الحقيقة سألت، أم أني توهمت كعادتي واخترعت ما اخترعت – ردا على سؤالك إن كان ما كتبته لك أو كتب لغيرك ووصل إليك ..أقول: “لا فرق يا صديقي، لا فرق؛ ألم تأخذه الريح إليك؛ والريح تعرف دربها؛ والريح أبدا لا تتوه!
كل ما كتب وحط على أصابعك فهو قدرك؛ والحب أقدار!
وأنا في لحظة الجنون التي تعتريني أنشر قلبي وشعري وأوراقي للريح…أفتح ذراعي وأقول للريح خذيني!
وأنا في لحظة الجنون تلك أتجزأ وأصير ذرات تراب أو نتف غيم أو ريش حكاية لافرق..وأصرخ بالريح خذيني!
وأنا في لحظة الجنون تلك أقف على رأس التلة..وأتعرى وأقول للريح احمليني!
فتحملني إليك؛ والريح ترسم درب التائهين وتمحو أثر الطريق عن الطريق..وفي الطريق لا أعود أنا، ولا أكون ما كنته؛ أصير ذرات صغيرة تنحت صخرة الغياب، وأرتطم بها مرات ومرات مثل قدر عنيد، وألعنها كثيرا وألعن كل المسافات وكل أسباب الغياب!
في الطريق تنبت صخرة غياب هنا وهناك، ويصير شغل الريح تفتيتي، ويصير قدري أن أرتطم دفعة واحدة بكل أقدار الغياب!
وحين تتعب الريح وأتعب، ترسبني كومة من ذرات رمل متفككة وتكومني تحت أقدام الغياب!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى