وداع

ماجد الدجاني | فلسطين

على عينيك مصلوب شبابي ومن غيث الهوى يروى اكتئابي

عرفت الحب انداءا وشدوا يراقص لحنه زهر الروابي

وسطرا في كتاب القلب يغفو فيوقظ حرفه ورق الكتاب

ومزمارا شجي اللحن عذبا يذوب بلحنه أسد التراب

وزورق نشوة في العمر يمضي يذل الموج يهزا بالعباب

وان نحيا عرايا من قناع ويلبسنا الهوى أحلى الثياب

يذوب النطق في نجوى عيون يدك لقاؤها صرح العتاب

فمنها السكر منها الكأس منها بنات الحان والجفن الخوابي

وحين أحب قلبي رغم انفي رايت الحب شمسا في الغباب

سراج الحب في عيني صحبي ذوابته ذوت والنور خابي

وسبسبه خواء دون واح ولا سكنت به قلل السراب

وشاطؤه كئيب بات يبكي رحيل الطهر يبكي بعض ما بي

وذكراه تداعت في سكون وموطنه غدا وطن الخراب

وجف الماء من نهريه حتى غدا ملهى لأسراب الذباب

عرفت النوء واحترفت ضلوعي ألاعيب العواصف والسحاب

وآخيت الرعود وكنت دهري خليلا للبروق وللضباب

فلم أخدع بشمس في خريف ولم آمن لنسمات عذاب

فقد أصحو وشمس الصبح جمر وأمسي والثلوج تسد بابي

فما فوجئت حين خدعت يوما فكم خبرت عن ذا للصحاب

فذي الدنيا تبجل من أتاها بإظفار تسلح أو بناب

سأغلق دون ريح الحب قلبي واحكم غلق نافذتي وبابي

فلن أغرى بخد أو بقدّ ولن تفنى شفاهي للرضاب

ذريني والفؤاد فان دنيا تعيش الوهم تحبل بالعذاب

غريب في مرابعها فؤادي كصالح في ثمود غدا شبابي

لنا لا عيش فيها يا سرابا تمحض بعد لأي عن سراب

فيا ميناء أشواقي وداعا بلا لقيا ولا ترجو إيابي

ومن رام الهوى العذري يبني صروحا في الهواء من السراب

فليس الصدق في الأشواق إلا ببطن الشعر او ورق الكتاب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى