حتمًا سأعود..

 

د. أمل درويش|  مصر

نعم سأكتب، وبعد اليوم لن أصمت؛ فكل حروفي قد عادت من غفوتها بعد الهروب، وقد عزمتْ أن تغرق في أسراب النور.

نعم سأحكي ما بين روحي وقلبي يدور، وما يختمر في أحضان الضلوع، وإن جفّ مدادي؛ بدمائي سأخضّب السطور.

لن تمحو بكلمةٍ أحلامي وتُعلقها على رفوف المستحيل، وتدعو غروركَ لوليمةٍ ذُبحت عليها آمالي، وانصهرت شموع سنواتي في خضوع، لن أبكيكَ إن غبتَ عن أيامي كطفلٍ رضيع، سأطوي صفحةً لم تهنأ فيها روحي، ولم تقرّ عيوني.

وسأغفر لقلبي طيشه، وأحنو عليه ليعود بأمان، سأمضي رغم كل الوهن والأحزان..

سأرسمُ آلاف المدارات، وأُحلّق فيها كعصفور..

لا تعوقه حدود، لا يعبأ بكونك عائقًا؛ فوجودكَ لم يعد يحمل معاني الحضور..

وستصبح ذكرى تحملها أنفاسي على ثِقلٍ، وستلفظها عند أول نسمة حريّة تولد..

شهقة ميلادٍ جديد، من قال أن العمر نعيشه مرةً دون المزيد من الولادات؟!

قد تخذلنا الخيبات وتنفخ في الروح السموم، ومهما طالت الغيبات حتمًا في يومٍ سأعود..

فانتظر روحًا ستولد من جديد، لم تعرفها ولن تخضع ثانيةً بكل تأكيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى