تجاعيد الماء (71) إياب

سوسن صالحة أحمد| سورية – كندا

ليست هي، وهذا الدرب ليس لها. . لا حذاء يتسع خطواتها، لا تراب يكفي لتغبير قدميها، يحدث أن وقفت مكانها مترددة في التفافة والتفاتة لزهرات وثقت بها خطاها، زرعتها قناديل يشي عطرها بنور الطريق، هدىً لمن ضل السبيل، آية لمن خلفها، مرتدية قرآنه آلاء منذ بنفسجها ما كذبت بها، و لا استطاب خاطرها طعماً سوى قطاف تدلى من أثمار جنته.
ليست هو، ربما كان عليها الانتظار ستة قزح لتتأكد من اللون السابع، أو أن تتردد على أيلول ستة فصول لتثق من همة المطر في سابعها، وأن تعاين كرسيها على عرش كونت كونها لأجله من قبل التكوين، وأن ذاك العرش يُعرجُ له لأنه فرض وجوده منتهى.
على أنها ما تعمدت الاتجاه في هذا الدرب، ها هي تقف اليوم على عتبة للكون لا تؤدي إلى مكان، على مفترق للزمان لا يرتجي وقتا، تفتش عنها و لاصورة إلا لغة السماء في أكفانها تعكس لون الحزن كما تركته، كما تشتهيه أن يعود، دون درب، منتعلة اللاشئ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى