الشعر والطبيعة وأنتِ
عزيز فهمي | المغرب – كندا
جميلة أنتِ كإله في الأسطورة
إله يوناني
لا يهتم بالفلسفة
ولا بالمسرح ولا بالسياسة
فقط بالشعر
والطبيعة
إله وديع له عينا سنجاب
إله يعد الزهور لك وللنحل
يغرس ياسمينة بيضاء
على عتبة اللقاء
يمنح الجلنار حقه من العطر
برقة فراشة تتسلق زجاج نافذة
يسأل النيلوفر
عن بتلته التي قرصتها بعوضة
ليلة البارحة
يسألها عن درجة حرارتها
عن رجفتها
عن لون الرحيق في شرايينها
يبقى ساهرا جنب غصنها
يجس نبض النسيم في شرايينها
وحين تنام
يسقي جذورها بالقبل
ويقرأ لها باقة من قصائد الغزل
وعندما ينتهي من هندسة الحديقة
كما يجب أن تكون عليه
في تصاميم حلمك
يعلق في النهار شمسا هادئة
صورة من صورك الربيعية
وفي الليل قمرا
يرمش خجلا
كلما التفت حوله النجوم
لهفا
يضع أريكتين
واحدة لي
والثانية لك
ونمارق كثيرة كي نتسلى بها
اضربك بواحدة تردين بعشرة
فنضحك
يدعو كل الطيور
إلى بابك المشرع على الأسئلة
يصبح مايسترو مرتديا جبة
ليس تحتها إلا أنا…
يعزف لكِ
أنشودة الأمل
على عتبات النوافذ
على محيا الشجر
لأنك جميلة
كهذا الإله الوديع في الأسطورة
سأنتظر قوافل ديونيزوس
تلك التي تسافر في الغيم
لأقدم لك نغمات المطر
مهرا
ومراسي دجلة والفرات
أقراطا
وكل ما خاطه الفينيقيون من الشواطئ
والمحيطات
أقدمها لك فساتين
وشالات مزركشة بالدهشة
ولأنك جميلة كإلهة أسطورية
في الحقيقة
فإني سأصبح ناطور حقول
كذاك الإله الوديع في الأسطورة
لا هَمَّ لي
سوى الشعر
والطبيعة
وأنتِ…