متى يقوم على أنقاضنا البطل؟ (5)
عبد الصمد الصغير | تطوان – المغرب
وَضَعْتَ في السِّلْمِ مَعْنىً مابِهِ عَرَبٌ
يَتيهُ عالِمُنا شَكّاً … وَ يَنْذَهِلُ
***
لَوْ يَسْتَفيقُ نِداءُ الصّامِتينَ هُنا
يَطيبُ شَأْنٌ لَنا جُرْحاً وَ يَنْدَمِلُ
***
مَعْنى الْحَياةِ الَّذي جادَ الْإِلهُ بِهِ
نورُ الْقُلوبِ .. فَضَوْءُ الشَّمْسِ يَاْتَفِلُ
***
أَمْسِكْ أَذاكَ .. قَدْ أَمْعَنْتَ في كَذِبٍ
وَ تُهْمَةٍ في الْوَرَى ..تَشْقى بِها الْعِيَلُ
***
أَعوذُ مِنْكَ وَ مِنْ لَهْفَةٍ إِِذا وَقَبَتْ
في سَيْرِ أَفْلاكِكَ الْغاياتُ و السُّبُلُ
***
أَشْقى الْعِبادِ الَّذِي يَسْعى الْغَريبُ بِهِ
أَهْلَ الدِّيارِ .. وَ وَجْهَ الْعِزِّ تَنْتَحِلُ
***
مُسْتَمْسِكٌ في خُيوطِ الْوَهْمِ مُنْدَفِعاً
وَ رَأْيْهُ .. مِنْ عِظاتِ الْأَمْرِ يَنْتَهِلُ
***
أَضَعْتَ في لَهْفَةِ الدُّنْيا مَلامِحَها
فِصِرْتَ مَشْياً وَ في أَقْدامِهِ الزَّلَلُ
***
وَ لَيْسَ يُقْلِقُنا زَيْفٌ ، وَ لا كَذبٌ
وَ لَسْتَ تُدْرِكُ حَقّاً أَبْدَهُ الدَّجَلُ
***
تَفْنى وَ تَجْهَدُ في إِعْلاءِ سافِلَةٍ
تُلْقي الْمَراتِبَ فيها ضِدَّ مَنْ وَجِلُوا
***
يُغريكَ صُنْعُ الْمَقاماتِ الَّتي ذَهَبَتْ
خَلْفَ الْيَقينِ .. فَنامَتْ عِنْدَ مَنْ يَكِلُ
***
صِرْتَ الْعَميلَ .. وَ قَدْ كَشَفْتَ عَوْرَتَنا
وَ الْآنَ تَبْدو .. كَذِئْبٍ صادَهُ الْحَمَلُ
***
رَبّي .. لَقَدْ هَدَّني مَشْيٌ عَلى رُكَبٍ
وَ فاتَني أَمَلٌ .. يَمْضي كَما الْعَجِلُ
***
تَصَعَّدَ الْبُؤْسُ مِنْ حَلْقِ الْفَسادِ فَلَا
أَرْضٌ رَأَتْ رَجُلاً فِينا .. وَ لا جَبَلُ
***
قَضاءُ سِلْمٍ .. بتَطْبيعٍ ، يُذَكِّرُ مَنْ
أَخْفى شَجاعَةَ أَرْقَمٍ .. فَلا تَصِلُ
***
فَكَيْفَ عْرْبٌ ؟ مِنَ الْأَوْثانِ نَجْدَتُهُمْ
وَ الطّينُ رَغْبَتُهُمْ وَ الْمالُ وَ الْوَحَلُ
***
صِرْتُمْ كَصَحْبٍ مِنَ الْإِسْلامِ رِدَّتُهُمْ
وَ قَدْ رَأى رَبَّهُمْ .. قَلْبٌ بِهِ دَجِلُ
***
وَ حينَ عادَتْ إِلى الْأَسْماءِ رَغْبَتُنا
مَرَّ النَّسيمُ .. بِمَعْنى اللهِ يَشْتَمِلُ
***
أَيا جُدُودي .. وَ خِلّانِي وَ مَنْ ثَبَتُوا
قِفُوا لِمَنْ قالَ حَقّاً وَ اسْمَعُوا تَصِلوا
***
رَبِّي ، وَ قَدْ أَعْطَني شِعْراً عَلى حِكَمٍ
وَ صانَ لي صَنْعَةً فيها سَأَشْتَغِلُ
***
كَفاكَ بَيْعاً .. فَهذِي الْأَرْضُ قَدْ طَفَحَتْ
بِمِثْلِنا …. يَنْتَهي كوخاً بِهِ الْعِيَلُ
***
سيرُوا بِناظِرَةٍ .. في طَيْفِها تَلَفٌ
فَلا .. كَمَنْظَرَةٍ فيكُمْ .. بِها أَفِلُ
***
وَ كُلَّ حَقٍّ أَرَدْنا .. قَدْ بَدا هَزِلاً
عِنْدي .. تَأَصّلَ مِنْهُ الْخاشِعُ الْوَجِلُ
***
في نَعْيِ عُرْبٍ .. بَدا الْمَعْنى كَغاربِهِ
كَخَلْفِ وَجْهٍ .. بَدَا في ضِحْكِهِ الْفَشَلُ
***
أَلْقَيْتَ مَقْدِسَنا .. في حُضْنِ صَهْيَنَةٍ
رَمَيْتَ .. ما قَدْ جَمَعْنا … قالَها الْأُوَلُ
***
تَبّاً لَهُ ….. مِنْ أَسيرٍ في غَريزَتِهِ
لَوْلا .. تَكَرُّمُهُ بِالنِّفْطِ …. لارْتَجَلُوا
***
ضاعَ الْهَوى في ضَجيجٍ من وَقاحَتِكُمْ
عَزْمُ الرِّجالِ يَقومُ الْآنَ .. أَوْ نَرْتَحِلُ
***
ضِقْتُ اللَّيالِي بِأَحْلامٍ .. وَ مَحْبَسِها
وَ كُلُّ مَأْمَلِها … في السَّيْرِ يَنْعَطِلُ
***
صَدْري كَما ساحَةٌ تَغْلي بِجَمْعِ نَبِي
وَ جَيْشُ فِكْرَتِهِ .. في الذّاتِ يَقْتَتِلُ
***
خَلِّ الْحَياةَ تَسيرُ سَيْرَها .. وَ كَما
أَرادَ .. رَبِّي لَها جَمْعاً … سَيَشْتَمِلُ
(البيت 120)
يتبع……..