هل يصح لغة وشرعًا قولنا: (ونِعِمَ باللهِ)
د. أيمن العوامري | باحث في اللغة والأدب – مصر
شاع على ألسنة المعاصرين قولهم في مقام الثناء على المولى عزَّ وجلَّ: (ونعم بالله!)، وغالبًا تكون هذه العبارة ردًّا على من أثنى على الله -سبحانه- وأحسن به الظنَّ -تقدست أسماؤه- وكان المتكلم بها يؤكد ما ذكره محاوره؛ كأن أقول لصاحبي: (إن الله -سبحانه- بعباده رؤوف رحيم، وإنه سيرفع الوباء، والغلاء، ويكفَّ بأس الأعداء من الغرباء وذوي النُّفَقاء)؛ فيؤكد صاحبي قولي بتلك العبارة، التي هي على الموافقة أمارة؛ قائلًا (ونعم بالله!).
لكن تكلم من تكلم بالتخطئة لغةً وشرعًا، وأنه لا يجوز تزكية العبد ربَّه، وأن الله يزكي من يشاء، لكن المقام للمدح والثناء؛ وهو -سبحانه- بذلك جدير مستحق؛ فله العزة والكبرياء…
وعلاوة على ما سبق فإن الباء تُزاد في فاعل المدح والذم وأساليب أخرى تدور في هذا الفلك؛ فيقولون: (كفى بزيد عالِمًا)، و(نعم بزيدٍ رجلًا)، على ما حكاه ثعلب عن العرب، وكما زيدت في المبتدأ؛ كما ورد في قول النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- فيما أخرجه أحمد ومسلم: «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ»؛ فـ(الباء) حرف جر زائد، و(حسب) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة التي منع من ظهورها التعذر بسبب اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد؛ وهي الكسرة، و(من الشر) جار ومجرور متعلق بحسب، و(أن يحقر) مصدر مؤول أو منصهر أو قل: هو سبيكة من سابك ومسبوك في محل رفع خبر.