ومازال يقاوم..  السابع من أكتوبر يوم التراث الشعبي الفلسطيني

تمارا حداد | فلسطين

ذاكرتنا في تراثنا الشعبي الفلسطيني المقاوم

رغم المعوقات والتحديات التي يواجها الشعب الفلسطيني إلا أنه ما زال يحافظ على تراثه الشعبي الفلسطيني. فالتراث يحفظ ذاكرة الشعب الفلسطيني وسلاح ضد السياسة الإسرائيلية، ورسالة للجميع بأنه سيحل محل كبارنا الذين يرحلون وربما ترحل ولكن تراثنا لا يزال يقاوم.

إن تراثنا الفلسطيني متأثر بتباين التضاريس الفلسطينية إن كانت البحرية والساحلية والسهلية والجبلية والصحراوية، ويتأثر بحيثيات وأبجديات العادات والتقاليد والأغاني والأهازيج الفلسطينية. فمنذ فجر التاريخ نرى التراث الفلسطيني منصهرا بالحضارة الكنعانية.

تنبع أهمية التراث الفلسطيني من عمق شعور الإنسان الفلسطيني بالانتماء وأصالته. كما إن هذا التراث يكشف ثقافة الشعب المتراكمة عبر العصور وكذلك ويعبر عن ملامح الشخصية الوطنية بين الفلسطينيين ويهز وجدانه الفلسطيني بالإضافة إلى قيمته الجمالية.

فنظرا لما يواجه الشعب الفلسطيني من التهويد والتهجير فنحن أحوج إلى تراث موحد ورموز مشتركة تحافظ على ترابطنا ووحدتنا كشعب واحد متماسك أكثر من أي وقت مضى. هنا تكمن أهمية جمع التراث الشعبي وحمايته لأن ضياعه يعني فقدان الهوية، وفقدان ملامح الثقافة الفلسطينية المتوارثة فالحفاظ عليه واجب وطني وأخلاقي. وإذا لم نبادر بالحفاظ عليه ستتضاءل الفرصة في حمايته وخاصةً بعد وفاة المعمرين.

والثقافة الفلسطينية لدى الشعب الفلسطيني متوارثة كمورد وطني كإحياء الحرف اليدوية وصناعة الخشب والخيزران والتطريز وصناعة الأثواب اليدوية فكلها داعمة لإحياء التراث الفلسطيني.   والتراث ليس فقط باللباس الشعبي والصناعات الشعبية وإنما يتعدى إلى الأدب التراثي الشعبي ويشمل الحكاية الشعبية والأمثال والألغاز والطرفة والأغاني الشعبية.

فالأدب الشعبي يخلق حالة من التوازن بين القيم المادية والقيم الأخلاقية الإنسانية. وتعتبر اللهجة الفلسطينية من التراث الشعبي لها قيمة وطنية فهي تعبر عن الهوية الفلسطينية. فالمثل الشعبي  هو نتاج تجربة شعبية طويلة تحولت إلى عبرة وحكمة مثل (الفاضي يعمل قاضي)، أما الحكاية الشعبية فهي قصة ينسجها الخيال الشعبي نسمعها من أفراد وتتوارثها الأجيال. أما الطرفة فهي الدعابة التي تثير الضحك والبسمة. وأما الغناء الشعبي فهو يعكس الصورة الحية لأشكال الحياة وهمومها ويعبر عن مدى المزاج الوجدان الجماعي مثل أغنية (وين ع رام الله) . وهناك من الأغاني الشعبية تغنى في المناسبات الفلسطينية كالحناء والدحية والسحيجة والزفة تشملها الزغاريد الفلسطينية ولا يكتفي الأدب الشعبي بالأفراح من خلال الأغاني بل بفترات الأتراح والأحزان فهناك غناء أدبي شعبي يخصها.

أما الزي الشعبي الفلسطيني فهو سجل يحفظ بين طياته دلائل حال الأمة وعاداتها وتقاليدها فهذا السجل التاريخي يطرز على القماش مما يجعل منه هوية ثقافية وتاريخية ويعبر اجتماعيا بارتباط الإنسان الفلسطيني بأرضه. ولكل قرية ومدينة فلسطينية زيها الخاص بها والزي الفلسطيني هو حامل الهوية الفلسطينية وشاهد على التاريخ الفلسطيني. فبعض الأثواب ترى عليها المجسمات والأشكال الهندسية والبعض الآخر مطرز بالنجوم والصور الرمزية. وهناك أثواب المخمل الأحمر والأبيض والأسود تحت مسمى ثوب الملكة. وهناك الأقمشة المقصبة بالحرير والاثواب المقلمة والجلابية وكل ثوب له قطبة مميزة مثل قطبة الفلاحة والمناجل والنول ومنها يحتوي على العروق.

يتكون لباس المرأة الفلسطينية من البشنيقة والإزار والملاية والفستان والثوب. أما عصائب المرأة فهي الصفا والوقاة. أما لباس الرجل يحتوي على القمباز والسروال والعباية والبشت والحزام وعمائم الرجال. أما غطاء الرأس فهي الشطفة والحطة والكوفية ثم العقال والطاقية.

فالتراث الفلسطيني يهندس العقل والروح وسلاح فتاك لحماية تراثنا من الاندثار. وما زال التراث الشعبي الفلسطيني يقاوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى