نيرون الذي لا يموت

سمير حماد – سوريا 

يُحكى عن نيرون إمبراطور روما الأشهر أنه لم يكن يعانق أية واحدة من زوجاته أو عشيقاته، أو يخلو بها إلا  و يذكّرها خلال أو بعد اللقاء او الخلوة أنه قادر على قطع رأسها ساعة يشاء.

ولا أعتقد ان واحدا من الحكام العرب إلا وتداعب الفكرة رأسه لا مع عشيقاته أو زوجاته وحسب؛ بل مع كل شعبه ومواطنيه. 

كم أرثي للمواطن العربي وهو يشتهي أو يطالب حكامه بتطبيق الديموقراطية!! ألا يعرف هذا المواطن أنه عندما يطالب حكامه بهذا؛ كأنه يطالبهم بالقضاء على أنفسهم أو الانتحار بإرادتهم واختيارهم؟

كل من يشارك أباطرتنا العمل في السلطة، وتقلّد المناصب رفيعة كانت أو متوسطة يتوهم أنه حاكم مطلق فيما أوكل إليه من عمل؛ لابل أشد قابلية للظلم من سادته؛ فهو لديه من القدرة على التدمير والتخريب أكثر من اي خارج على القانون.

ومن المستغرب من أين حصلنا على كل هذه القدرة العجيبة الغريبة على التدمير الذاتي على مستوى الفرد والمجتمع؟!

مرة ثانية أتذكر أن الإمبراطور نيرون ذاته الذي ذكرته منذ قليل  عين حصانه مرة قنصلاً عاما في إحدى الإمارات الرومانية التابعة له لشدة إعجابه وإخلاصه له وخضوعه لأوامره.

كل هذا يحصل والمثقفون والمبدعون يتفرجون دون أن يتساءلوا ولو بخجل عن لاهوت الخضوع  الذي يعيشونه ويقبلون به، وما الذي صنعه إبداعهم للخروج من حظيرة لاهوت السياسة ومحنتها، وهذا الانحناء والخضوع الدائم  لها.

متى سيمتلك هؤلاء المبدعون قوة البصر ليكتسبوا نعمة البصيرة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى