نداء المفاتيح.. النداء الرابع
مفيد خنسه | رئيس تحرير جريدة الثورة السورية السابق
أيْ موطني ! لم يبقَ فيكَ سوى القلوبِ النابضاتِ على الطلولِ / الخائفاتِ من الأفولِ / الخاشعاتِ من الفتاوى / الجارياتِ على المدافن كالسيولِ / العارياتِ على سفوحِ سياجِك االمفتوحِ للأحبابِ طرّا بالرحيلِ / الحاملاتِ وصيةَ الأسلافِ بالقولِ الثقيلِ : ربّ كسرٍ صارَ يغني في نصوصِ الحربِ عن فتحٍ وضمْ
أيْ أمتي ! وسطاً أرادَ اللهُ رفعَك فاستويتِ كما يشاءُ الأولياءُ على أمورِ الخلقِ / أنزلَ ذكرَه بلسانِك العربيّ / فاستغنى الملوكُ عن الكتابِ وعمّم الحكامُ فصلَ القولِ من أحكامِهم / وغدا النخيلُ على مقاسِ الحكمِ في برّ الجزيرة وانفصمْ
أيْ حاملي نعشَ القتيلِ على الأكفِّ ! / كفاكمُ دمعاً وأسئلةً / فقتلاكم على الأدراجِ مصطفون / لا تكفي أياديكم لدفنِ الذلِّ بين قبورِهم / وكفاكمُ فخراً وأمثلةً / بإرثً من دماءِ الأبرياءِ لكي تُطهَّرَ هذه الأرضُ الحزينةُ من طقوسِ البغيِ فوقَ رؤوسِكم / ما نفعُ أن ضربَ الحكيمِ من القرى مثلاً ؟! / ربتْ واستنبتتْ زرعاً فجاءَ حصادُها ليلاً / وعندَ الفجرِ أينعتِ البيادرُ بالتُّهمْ
أيْ واقفينَ على حدودِ جراحِكم ! / من يفتحِ القلبَ المعمَّدَ بالصلاةِ / يجدْ حروفاً من حطامِ الرفضِ نائمةً/ ويلقَ القولَ في الميزانِ رجَّاحاً / فلا تكفي نواياكم لرفعِ الظلمِ عن أحلامِكم / هل يستوي الهمَّاز واللمَّاز باللمازِ والهمازِ ؟! ما دامتْ على أسماعِكم صفارةُ الشرطيِّ والسوطُ الحكَمْ
أيْ سامعين الصوتَ ! / تلك قبورُكم ردُّوا على دمعي / ولا تستمطروا دعواتِكم بالنصرِ / لا تستفتحوا أكفانَكم بالوعدِ / فاتَ الفوتُ / هلْ تتساءلونَ : بأي ذنب أغلقت أثوابكم ؟! / وبأيِّ ذنبٍ أُسرجتْ أغنامُكم ؟! / ولمَ ابتُليتمْ بالغزاةِ وبالرماةِ ؟! / وفيكمُ الساعيْ سنيناً لمْ ينمْ
أيْ نائمينَ على فراشِ القملِ ! / والصئبانُ ملءُ عقولِكم / ما نفعُ هذا الغسلِ ؟! خمسةُ أوجهٍ / إن كانتِ الأنفاسُ مجنبةً بآثامِ الفتاوى العابراتِ على سيوفِ القتلِ / ما نفعُ القيامِ على المنامِ ؟ / وأنتمُ المستضعفونَ يسوقُكم للذبحِ أربابُ الحروبِ وكلُّ قبرٍ في اللوائحِ صارِ رمزاً للكرمْ !