آخر مجازٍ نبتَ عندَ قدمِ القصيدة.

د. أحمد جمعة | مصر

-1-

أدخلُ الشعرَ عاريًا من الحياة،
ترتديني امرأةٌ يلبسها القلقُ
عند حافةِ المجاز
في الليل الغريبِ منّا،
وبعد ركضٍ هائلٍ في خيوطِ النعاس
تفكُّ قبلاتها من صدري
تخلعُني
تشنقُني كآثمٍ
على مسمارٍ صدئٍ غريبٍ
في زاويةٍ بعيدةٍ
من خوفها.

-٢-
امرأة تسحبُ فكرتي لأوراقِ قلبها
تُشعلُ من أناملي شموعَ الكلام
تختمُ على فمي بآهةٍ
وتفكُ في حنجرتي..
رموز القصيدة،
تسحبني من قلبي لحزنها
من حزني لابتسامةٍ بكرٍ..
على شفتي صباحٍ ماطرٍ
بينما تلُفُنا بذراعيها
شمسٌ
لاهثة.

-٣-
لا تلدغ روحي يا الشعر الآثم
ولتحكِ لي في ليلِ الغربةِ
عن فتاةٍ شقراء
عند ضفةِ الوحدةِ
تضفّر شعرها بشعرِ غابةِ البكاء
وحولها في خشوعٍ
يرقصُ غجرُ المجاز،
لا تُحك لي عن بكاءِ النوارسِ
حين تجعدَ صدرُ البحر،
ولا عن سيقانِ الصباحِ الملساء
حين تخرجُ من عباءة الليلِ الشبّق،
لتكن فقط گ شِعرٍ، ولأكن فقط گ شاعر
نتبادل في ثباتٍ
الأكاذيبَ
الأنيقة.

-٤-
أخرجُ منكَ مكتّسيًا بجلدِ امرأةٍ
عاريةٍ من قلقها،
أزرِرُها بالقبلاتِ الذائبة،
ما بين مجازٍ ومجازٍ
آهةٌ
تُنازِعُ في صمتِها
الكلام.

-٥-
أخرجُ منكَ
مُحمّلًا بالخوفِ،
مُرهقًا من سيرٍ طويلٍ في الدموع
الدموعِ ذات السيقان الطويلة،
ثقيلًا بالحياة،
تشتّعلُ في رأسي فكرةُ انطفاءٍ أبدي،
وكناسكٍ تراني ساجدًا
قُرب آخر مجازٍ
نبتَ عندَ قدمِ القصيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى