إدمان

مصطفى المحبوب | المغرب

مثل جندي مدمن

أتجاهل أوامر قصائدي..

أستحم متى أريد

أبعث رسائل الغرام

للأشجار المقابلة لغرفتي ..

أقوم بعمليات تهريب لمشاعري

قبل أن تتحرك عربات العدوى ..

أستولي على بيوت المغرمين

وأسيجها بأحجار ممتلئة بالحب

وأحرمها من نظرات الفقهاء ..

أما الجرأة التي اكتسبتها

وأنا أتحرر من لدغات النمل

لا زالت تكفيني

لمصاحبة وجبة عشاء

أو معاكسة شراب في الخلاء..!!

كنت أمتثل

لرغبات قصائدي حتى

في وقت الظهيرة..

أضع قماشا فوق رأسي

وأذهب لأمكنة بعيدة لإحضار

وجباتها المفضلة والغريبة..

الآن لا أفكر إلا

في تحرير هذه الكلمات

التي تعبت وأنا أنتشلها

من ضربات الشمس ..

من فوضى الأسواق..

من ازدحام العربات..

من رتابة طوابير الموت..!!

أما المشاعر

التي استأجرتها أيام الحرب

لم تعد تكفيني

للاختباء من أوامر إضافية..

يمكنني الانحناء لروائح غرفتي..

لمتع مهاجرة ..

للأشجار التي تلين

طاولة أصدقائي ..

أما أوامر قصائدي

فأصبحت أنصاع إليها

وأكتبها بمساحيقها المفضلة

فقط.. لكي أنجو بنفسي ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى