قراءة عاجلة في نص (أفلت يدي) لـ(ناهد بدران)

العربي ازعبل

بوح أنيق وعميق شكلا ومضمونا وموسيقى شعرية شاعرية رائعة استشفتها الشاعرة من حبكة أسلوبية متماسكة ولغة عربية سليمة وثقافة عامة تخللت كل أسطر النص كما تتخلل الجداول حقول الرياحين ممتزجة بجمال وقوة العاطفة والبوح بما في النفس والروح والفؤاد من جميل النبض ونقاء السريرة؛ مما اضفى على النص صدقا شاعريا ومشاعريا غارقا في الصب والصبابة وذكريات للأمل والرجاء.

وتلألأ النص المفعم بروح الشاعرية بجميل الحرف ووظفت الشاعرة الحروف بداية توظيفا جميلا وبعثرت كلمة (حب) بشكل رائع بنيويا.

وقد رصدت في هذه القصيدة كثيرا من المحسنات البديعية كالمجاز والكناية واستعملت علامات الترقيم استعمالا موفقا زاد شكل النص ونبضه جمالا وقوة وتشويقا.

أما العنوان؛ فكان من الشاعرة شهادة على معرفتها التامة بمعنى الكلمة الشعرية، وجعلته يلتقي معنى وفنا وفنيا مع آخر كلمة من سطر قصيدتك كما يلي:

لكني لازلت طفلة

تلملم حلمها الصغير .. وتسأل؟

وهكذا يمكن القول: إن الشاعرة بذكاء بدأت حيث أنهت النص وانتهت حيث بدأت النص …. اقرأ معي فنية وجمالية وروعة الختام .!!!

اتساءل كيف أفلت يدي ….؟؟؟!!

ربما لاأي مازلت طفلة تلملم حلمها الصغير!!!!!

هكذا عللت الشاعرة كيف أفلت يدها ….

***

أفلت يدي

ناهد بدران | لندن

 

مستسلمةٌ لشوقي

و حاءُ الحبِّ حرابٌ تنحرُ حرفي

و باؤهُ بلسمٌ يشفي أنينَ السّطر

يمرّ اللّيلُ حاني الظّهر

و الذّكرياتُ تقصّ شريطَ الضّحى

و الصّمتُ يدقّ مساميرَه

في قصائدي ..

أفواهُ البوحِ .. تفضّ بقبلةٍ

شغفَ الأبجدية

و تبقى عذراءٌ …. بثوبها الطّاهر

تستلقي على سريرِ نبضي …!!

أشتمّ رائحةَ الخبزِ في مواقدي الصّامتة

أفلتْ يدي !!… أريدُ أن أحصدَ قمحي 

.. سنابلي تخشى منجلَ الرّيح

و أكمامُ اليراعِ مبللّة بالنُدى

تمسحُ رهيفَ زرعي ..

سأحرثُ الشّمسَ لتسكبَ نورها

في بيّاراتي ..

سأقايضُ ضفائرها ببذارٍ أصفر

ألقيهِ في أثلامِ الظّلام ..

قصيدتي الأولى صارَ عمرها ألف عام

و لم تزلْ تُرضعُ من ثديها …

صغيرَ الغمام !!

و تهدهدُ في حجرها لنسيمٍ عابثٍ

و في رحمها أجنّةٌ لنيازكٍ

ستضربُ وجهَ الصّمتِ بأنفسِ الكلام

لم تزلْ يدي المرتجفة تحبل

و لم يزلْ عكّازي يسندُ الصّدى

تقوّسَ نبضي و شابتْ الأحلام

لكنّني لا زلتُ طفلة

تلملمُ حلمها الصّغير .. و تسأل ؟

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى