أكانت هكذا قدسي؟!

ماجد الدجاني | فلسطين

دخلت القدس
بلهفة عاشق ولهٍ إلى محبوبة
بعد الفراق أنا
دخلت مدينة القدس
وقرص الشمس مد خيوطه
شوقا يعانقني
بلون حدائق الورس
يطهرني من الدنس
من البعد الذي عانيته زمنا
من الرجس
دخلت القدس ألثم أرض أقصاها
وصخرتها وسروا في جوانبها
كأني نبضة سكنت حناياها
وأنتشق الهواء شذى
تعبّق من محياها
فكم قلبي برغم البعد ناداها
وناجاها وحياها
وكم تاقت عيون القلب أزمنة لملقاها
وكم في الحلم طفت بها
وراقت لي شوارعها وزعترها
وكعكا في مخابزها
وقبتها وأقصاها
وسوق الحصر …عطارينها
سلوان…. باب الخان
حبس عبيدها
والفستق المعروض في باب العمود
الطور والطنطور والثوري
تمد الجذر في فكري
وكم قلبي بكل مدينة تاها
دخلت القدس مأخوذا أغذ الخطو
دقات الفؤاد مطيتي
وبساط ريحي لهفة الصدر
دخلت القدس لا أدري
أحقا هذه قدسي
وتسأل مهجتي نفسي
أكانت هكذا قدسي
أما كانت بتاج العرب جوهرة
وكانت روعة الغرس
وكانت بهجة العرس
ومنها من يسير إلى دروب الحق
يأخذ جذوة القبس
فباعتها زعامتنا الدمى
و الله بالبخس
وكادوا أن يقودوها إلى الرمس
دخلت القدس لا الأسواق أسواق
ولا العشاق عشاق
فأين الصبر أين الخس
أين نداء بياعين مصراره
وأين صراخ طفل دروبها
في الحي والحاره
رأيت الجند داسوا جبهة الطرقانت
فوق الخيل أو فرس
بكيت بدمعة حرّى على قدسي
بكيت وكاد يفر من رئتي
هواء الصدر والنفس
فصاحت بي خيوط الشمس لا تيأس
فأهل القدس يا ولدي
بكل عهودهم أبدا
أولوا بأس
ولا تأتي انتصارات
مع اليأس
ولكن بالصمود المر والبأس
ومها الليل طال على مرابعكم
فلا تهنوا
فإن الفجر آت يحضن الأقصى
بأذرعه
أجل آت لكل قبابها
من ظلمة الأمس
أطال على فراق مدينة المعراج
يا أبناءها أمد
أطالت فترة النحس؟
ولا معنى لطعم العيش يا ولدي
مع اليأس مع البلس
صلاح الدين حررها
وتعرف شمسنا في الأفق
خطوتها بلا لبس
وقالت سروة في ساحة الأقصى
كهامة شعبنا مرفوعة الرأس
سينطلق السحاب إلى مدينتنا
وتغرب سحنة اليبس
وتضحك في الثرى القدسي سوسنة
ونرجسة
ويضحك في المدى المحراث
والمذراة ترجع
وشوشات الحقل للفأس
ومن سيناء غربته
سيأتي شعبنا الجبار بالقبس
يسير بعزة النفس
وقالت مهجة الأسوار لا تهنوا
فأنتم رغم جند الغاصب الأعلون
وتلك خلاصة الدرس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى