العابرة الصيفية “la passante d’été”

ترجمة أطلس حاضر – شعر:  راينر ماريا ريلكه

أترى تلك العابرة التي نغبطها

الوئيدة السعيدة مقبلة في الطريق؟

في المنعطف يُلقي لها رجال الزمن القديم

الوسيمون بالتحايا مرغمين.

 

تحت مظلتها و بأناقة رخوة

تتبختر في تناوب ناعم :

تتخفى لحظة عن الضوء المباغث،

لتستعيد الظل الذي به تستنير.

 

إثر زفرة الصديقة

ينتفض كل الليل،

لمسةٌ خاطفةٌ

تجوب السماء المبهورة.

 

كما لو أن في الكون

حيوية أصلية

تُصبح عودا على بدء أُمَّ

كل حب يضيع.

 

أيها الملاك الخزفي الصغير،

إذا حدث و ازدريناكِ

في أوج العام وجدناكِ

معتمرة توتة برية.

 

هذا يبدو لنا كثيرا تافها

أن تضعي هذه الطاقية الحمراء،

لكن فصاعدا كل شيء يتبدل

سوى تاجك النبيل الرقيق.

 

يابسٌ لكن متشبثٌ

وأحيانا نجد أنه يضوع؛

متوجا بظل

جبينك الصغير يتذكر.

 

من سيأتي على نهاية معبد الحب؟

كلٌّ ينشل منه عمودا؛

وفي الأخير يستغرب الناس

أن الإلاه بدوره

 

يهدم بسهمه السور

(هكذا خبرناه)

وعلى حائط الهجران ذاك

تتنامى الشكوى.

 

أيها الماء المندلق، الجاري -، الماء النَسْيان

الذي تمتصه الأرض الغافلة،

تريثْ قليلا في كفي المقعّرة،

تذكر!

 

حب ساطع وسريع، لامبالاة،

شبه غياب يسري،

بين الكثير من الوصول والكثير من الرحيل

يرتجف مُقام قليل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى