إدمان الذل

د. ريم سليمان الخش | سورية – فرنسا

إذا أدمنت دونُ النفوسِ تقوّسا

توالدنّ جيلا بعد جيلٍ منكّسا

°°°

تعاقر أصناف التذلل أكؤسا

إلى أن يُسوّى جينةً متغّرسا

°°°

ثلاثة أجيالٍ لتخلع جلدها

وتصفح عنه الذكر آخرَ تُكتسى

°°°

ترى الصمت والسوط المسلّط تاركا

قروحا وأولى أنْ تردّ وترفسا

°°°

لقد عوّدت طعم الحشيش بهائما

لتجترّ ذلا في القذى متغطّسا

°°°

إذا المرء لم يدرأْ من الدون نفسّه

تعوّد دعس العاديات ليفطسا

°°°

فلا عجبٌ إذْ قد تشقلب عرْفه

تدنّى بقيعان الرذيلة قد رسا

°°°

ولاعجبٌ إذْ قد تشوّه طبعه

يظنّ انتشاق الموبقات تنفّسا

°°°

ولا خير في تاجٍ أُذلّت فصوصه

على رأس قوّادٍ خؤونٍ له اكتسى

°°°

يرى قدسه سيقت لسلخٍ مقدّسٍ

فينأى خسيسا جلّده متحسسا

°°°

وكيف يفديها جبانٌ مروَّعٌ ؟

وهل تُسعفنَّ المكرمات إذا فسا؟!

°°°

وإنّي وإنْ كنتُ البصير تعلّة

لآنفُ أنْ أمسي خنوعا مدعّسا

°°°

إذا أدلجت ظلما وزاد توحّشا

تلألأ حبري كالنجوم ليؤنسا

°°°

فما كلّ نفسٍ قد تؤول إلى الخنا

بروحي إيماض الحسين لأقبسا

°°°

ولي نفس صعلوكٍ تمرّد مشهرا

مدادا على الظُلّام شعرا تشرسا

°°°

أحارب في شعري انهزامات أمة

لكيما يصيرَ الجبن عرفا مقدّسا !!

°°°

ولن أرعوي ..مادام للظلم مرتعٌ

ومادام نبضي بالإله تنفسّا

°°°

هامش:

في البيت الثاني أستخدم نظرية التطور: كيف أنّ الكائنات تتكيف مع بيئتها الحاضنة وتتصف بصفاتها مع الوقت  مبدلة جيناتها إلى مايُلائم تلك البيئة …فأجيال من الذل يصبح فيها الذل عادة وأسلوبا بل وفي جيناتها  الوراثية!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى